احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من هلك وهو تارك لفريضة التوحيد، هلك كافرا وإن نطق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

من هلك وهو تارك لفريضة التوحيد، هلك كافرا وإن نطق  Empty
مُساهمةموضوع: من هلك وهو تارك لفريضة التوحيد، هلك كافرا وإن نطق    من هلك وهو تارك لفريضة التوحيد، هلك كافرا وإن نطق  Emptyالسبت سبتمبر 06, 2014 12:08 pm

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وإمام الموحدين، محمد ابن
عبد الله وعلى آله وصحابته وأزواجه الطيبين الطاهرين، خير الأنام بعد الأنبياء والمرسلين، صلاة
أبدية قائمة إلى يوم الدين...

وبعد...

لما كان التوحيد هو السبب الذي من أجله خلق الله السموات والأرض وما فيهن، وخلق الجنة
والنار، ووضع الموازين القسط، ومن أجله حدد يوما يخرج الناس فيه من قبورهم لرب العالمين...

ولما كان التوحيد هو الرسالة التي أمر الله أنبيائه ورسله كافة بتبليغها إلى الثقلين، الجن والإنس
عبر مراحل التاريخ المختلفة (قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، فقد كان التوحيد هو أول
وأهم وأعظم ما يجب على الإنسان أن يعلمه ويعقله ويعمل بمقتضاه، منذ طفولته المبكرة حتى
انقضاء أجله في الدنيا، لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)، وقد أجمع أهل العلم على أن العلم
بهذه الوحدانية المطلقة لا يكفي، بل يجب أن يترافق معها تطبيقها العملي، وإلا صار كمن أقر
بفرضية الصلاة ولكنه تركها ولم يؤديها، فحكمه أنه كافر.

ومن عظم شأن التوحيد وجلال قدره وسمو مكانته، أن جعله الله روح دينه، وجعله فرض عين لا
ينعقد إسلام المرء دون أن يؤديه، فمن هلك وهو تارك لفريضة التوحيد، هلك على غير ملة
الإسلام، وإن نطق الشهادتين وأدى كل الفرائض، وجاء يوم القيامة بأعمال صالحة حجمها
كالجبال، مصداقا لقوله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أعْمَالا(*)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(*)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) فلو كان هؤلاء الخاسرون ماتوا وهم مقيمون لفريضة التوحيد بكامل
أركانها، لما أحبط الله أعمالهم ووصفهم بأنهم كفروا بآيات الله ولقائه وهم يظنون بأنهم على خير،
فإن الله لا يحبط عمل من مات على التوحيد ولم يشرك به شيئا.

وغالبية الناس اليوم ممن ينتسبون إلى دين الإسلام، يجهلون أن التوحيد فرض عين، وأنه عبادة
عملية لها أركان تؤدى كما تؤدى الصلاة، فهم يفهمون التوحيد على أنه مجرد شعور قلبي بوحدانية
الله، وتحريك اللسان بالشهادتين، ثم فرائض وأعمال تؤدى، وأدعية وأذكار يتلفظ لها، يكون
الإنسان بعدها من أهل التوحيد، وهذا من تلبيس إبليس عليهم ليجعلهم يشركون بالرحمن وهم
يظنون بأنهم مسلمون حتى يموتوا على ذلك، ليجدوا أنفسهم يوم القيامة في زمرة المشركين.

والجهل بفريضة التوحيد، يودي بصاحبه إلى أعظم كارثة يمكن أن تحل به في دنياه وآخرته،
فجهله بفريضة التوحيد يودي به إلى انعدام رؤيته للخط الفاصل بين الإسلام والكفر، وانعدام رؤيته
لهذا الخط، يعني ضياع دينه بأكمله، إذ لا يعود الإنسان قادرا على معرفة فيما إذا كان قد وقع في
الكفر أم لا، كما يفقد القدرة على التمييز بين المسلم والكافر، فتجده يعامل الكافر على أنه مسلم
لمجرد أنه ينطق الشهادتين، فيأكل من ذبيحته، ويزوجه من أهله، بل ويصلي خلفه، دون أن يعلم
بأن صلاته باطلة غير مقبوله، وهذا مصداقا لقوله تعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ
كَمَنْ هُوَ أَعْمَى...)، فوصف القرآن من ترك إقامة فريضة التوحيد أو لم يؤديها بتمامها بأنه أعمى،
وهذا هو الخسران المبين.

وإذا كانت الصلاة فريضة لها أركان لا تقبل دون تأدية كامل أركانها، كان لمن خلق الله رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم من أجله وأرسله به إلى الثقلين وهو التوحيد، أحق وأولى بأن يكون
فريضة لها أركان لا تقبل دون تأدية كامل أركانها.

واعلم أيها الغافل، أن أركان فريضة التوحيد أربعة، يؤديها الإنسان فور أن تستيقن نفسه بوحدانية
الله، فلو أسقط منها ركنا واحدا عامدا أو جاهلا سقط التوحيد بأكمله، فسقط تبعا له دينه فأصبح
كافرا حتى لو نطق الشهادتين، وأسلمت على يديه مئة ألف نفس، وهذه الأركان الأربعة هي:

الركن الأول:
الكفر بالطاغوت...
والطاغوت هو صفة لكل مخلوق كافر، جني أم إنسي، سلطان أم فلاح، لقوله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا)، ولقوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)، وكيفية تأدية هذا الركن هو أن يعتقد في قلبه
اعتقادا يقينيا بكفر المخلوق الكافر، وأنه عدو لله ولدينه. فعلم من ذلك أن الكفر بالطاغوت هو
بالنسبة لفريضة التوحيد كالوضوء بالنسبة للصلاة، فكما أنه لا صلاة بغير وضوء، فكذلك لا توحيد
لمن لم يؤدي ركن الكفر بالطاغوت.

الركن الثاني:
الكفر بجنود الطاغوت...
وجندي الطاغوت، صفة تنطبق على كل من أمد الطاغوت بأي شكل من أشكال القوة والمظاهرة
والموالاة والعون والمنعة والتمكين، فإن القرآن لم يفرق في درجة الكفر بين الطاغية، وبين فقير
معدم يكره الطاغية ويلعنه ليل نهار ولكنه مجرد أنه لا يعتقد في قلبه بكفره لقوله تعالى: (إِنَّ
فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ)، فقد ساوى الله في الكفر والمصير والعذاب بين فرعون،
وطباخه الذي يعد له قوت يومه لأنه جندي من جنوده.

وشروط تأدية هذا الركن هي أن يعتقد بكفر كل من يعمل على خدمة الطاغوت ويتبرأ منه، حتى
وإن كان ولده، وأن لا يزوجه ولا يتزوج من أهله ولا يصلي خلفه، وأن يظهر له العداوة
والبغضاء، وإذا هلك لا يترحم عليه، ولا يحضر جنازته لا بتغسيل ولا بصلاة ولا بمشي ولا بدفن
ولا بوقوف على حفرته لقوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا
لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا
حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) . فكما أنه لا صلاة بغير وضوء، فكذلك لا توحيد لمن لم يؤدي ركن الكفر
بجنود الطاغوت.

الركن الثالث:
الكفر بقوانين الطاغوت وبمواخيره القضائية..
وبكفر كل من يعمل فيها، وهي المواخير التي جعل فيها الطاغية معبوده الشيطان إلها من دون الله،
ونصب له فيها راية، وفرض على الناس التحاكم إلى قوانينه دون شريعة خالقهم، لقوله تعالى: (ثُمَّ
جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ). فكما أنه لا صلاة بغير
وضوء، فكذلك لا توحيد لمن لم يؤدي ركن الكفر بقوانين الطاغوت وكفر كل من يعمل على
تطبيقها.

الركن الرابع:
الإعتقاد بكمال دين الإسلام ونفي النقصان عنه، وبصلاحيته لكل زمان ومكان على أرض الله، وأن
لا خير ولا نور ولا فلاح ولا سعادة إلا في هذا الدين دون سواه، والإعتقاد بكفر كل من أنكر شيئا
من الكتاب والسنة الصحيحة، وأن يكون الكتاب والسنة، وما استهدى به السلف الصالح، وهم
الصحابة ومن تبعهم بإحسان وسار على دربهم، هي المصادر الوحيدة لدين الإنسان وعقائده، وأن
يضع تحت نعليه كل ما خالف الكتاب والسنة من عقائد وأديان وثنية تتخذ من الإسلام ستارا لها
تستر به وثنيتها وشركها، لقوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي
وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَما أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وقوله تعالى (عَلَى بَصِيرَةٍ)، أي، أن سبيلي في الدعوة إلى الله
أساسه إقامة فريضة التوحيد بتمامها، فكما أن لا صلاة بغير وضوء، فكذلك لا توحيد لمن لم يكن
مصدر دينه وعقائده الكتاب والسنة وما سار عليه السلف الصالح.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ(*) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
من هلك وهو تارك لفريضة التوحيد، هلك كافرا وإن نطق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل التوحيد
» أنواع التوحيد...والعلاقة بينها
» التوحيد أول واجب على الناس
» حقيقة التوحيد والشرك
» حقيقة التوحيد والشرك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: العقيدة والتوحيد-
انتقل الى: