* عن سوار بن عبد الله قال سمعت المعتمر ـ سليمان بن طرخان ـ يقول : قال أبي حين حضره الموت: يا معتمر حدثني بالرخص لعلي ألقى الله عز وجل وأنا احسن الظن به .
(3/31)
* عن سوار بن عبد الله قال سمعت المعتمر يقول : مات صاحب لي كان يطلب معي الحديث ، فجزعت عليه ، فرأى أبي جزعي عليه ، فقال : يا معتمر ، كان صاحبك هذا على السنة ؟ قلت : نعم ، قال : فلا تجزع عليه ، أو لا تحزن عليه .
(3/31)
* عن مجاهد قال : ما من ميت يموت ، إلا عرض عليه أهل مجلسه : إن كان من أهل الذكر ، فمن أهل الذكر ؛ وإن كان من أهل اللهو ، فمن أهل اللهو . (3/383)
* عن عبد الرحمن بن الوليد قال : سمعت ابن حليس ينشد هذا البيت :
عند الموت ذهب الرجال الصالحون وأخرت نتن الرجال لذا الزمان المنتن
(5/251)
* وقال أبو عبد رب لمكحول : يا أبا عبد الله ، أتحب الجنة ؟ قال : ومن لا يحب الجنة ؟ قال : فأحب الموت ، فإنك لن ترى الجنة حتى تموت .
(5/177)
* عن إبراهيم النخعي قال : كانوا يستحسنون شدة النزع للسيئة قد عملها ، لتكون بها .
(4/232)
* عن محمد بن إبراهيم قال : حضرت وفاة الشبلي ، فأمسك لسانه وعرق جبينه ، فأشار إلى وضوء الصلاة ، فوضأته ، ونسيت التخليل تخليل لحيته ، فقبض على يدي ، وأدخل أصابعي في لحيته يخللها ، فبكيت رجاء أي شيء يتهيأ أن يقال لرجل لم يذهب عليه ، تخليل لحيته في الوضوء ، عند نزوع روحه وإمساك لسانه وعرق جبينه .
(10/371)
* قال أبو عبد الله ـ محمد بن القاسم الطوسي خادم أسلم ـ ، ودخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور ، فقال : يا أبا عبد الله ، تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير ، قد نزل بي الموت ، وقد من الله علي أن ليس عندي درهم يحاسبني الله عليه ، وقد علم الله ضعفي ، وأني لا أطيق الحساب ، فلم يدع عندي شيئاً يحاسبني به الله ؛ ثم قال : اغلق الباب ، ولا تأذن لأحد علي حتى أموت وتدفنوني ، إني أخرج من الدنيا وليس أدع ميراثاً ، غير كتبي وكسائي ، ولبدي وإنائي الذي أتوضأ منه ، وكتبي هذه ، فلا تكلفوا الناس مؤنة ، وكانت معه صرة فيها نحو ثلاثين درهماً ، فقال : هذا لابني ، أهداه إليه قريب له ، ولا أعلم شيئاً أحل لي منه ، لأن النبي r قال : « أنت ومالك لأبيك ». وقال :« أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وولده من كسبه » . فكفنوني فيها ، فإن أصبتم لي بعشرة دراهم ما يستر عورتي ، فلا تشتروا بخمسة عشر ، وابسطوا على جنازتي لبدي ، وغطوا على جنازتي كسائي ، ولا تكلفوا أحداً ليأتي جنازتي ، وتصدقوا بإنائي ، أعطوه مسكيناً يتوضأ منه ؛ ثم مات في اليوم الرابع ، فعجبت أن قال لي ذلك بيني وبينه ، فلما أخرجت جنازته ، جعل النساء يقلن من فوق السطوح : يا أيها الناس ، هذا العالم الذي خرج من الدنيا ، وهذا ميراثه الذي على جنازته ، ليس مثل علمائنا هؤلاء الذين هم عبيد بطونهم ، يجلس أحدهم للعلم سنتين أو ثلاثاً ، فيشتري الضياع ويستفيد المال .
(9/241)
* عن فاطمة امرأة عمر ـ بن عبد العزيز ـ قالت : كنت أسمع عمر كثيراً يقول : اللهم أخف عليهم موتى ،اللهم أخف عليهم موتى ،ولو ساعة ؛ فقلت له يوماً : لو خرجت عنك ، فقد سهرت يا أمير المؤمنين ، لعلك تغفى ؛ فخرجت إلى جانب البيت الذي كان فيه،فسمعته يقول: } تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ { [القصص:83]، فجعل يرددها ؛ قالت : ثم أطرق ، فلبثت ساعة ، ثم قلت لوصيف له كان يخدمه : ادخل فانظر ، قالت : فدخل ، فصاح ، فدخلت ، فإذا هو قد أقبل بوجهه إلى القبلة ، وغمض عينيه بإحدى يديه ، وضم فاه بالأخرى .
(5/335)
* عن إبراهيم بن شيبان قال : سمعت إسماعيل ابن عبيد يقول : لما حضرت أبي الوفاة ، جمع بنيه ، وقال : يا بني عليكم بتقوى الله ، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه ، وعليكم بالصدق ، حتى لو قتل أحدكم قتيلاً ، ثم سئل عنه ، أقر به ، والله ما كذبت كذبه منذ قرأت القرآن ؛ يا بني ، وعليكم بسلامة الصدور لعامة المسلمين ، فوالله ، لقد رأيتني وأنا لا أخرج من بابي ، وما ألقى مسلماً ، إلا والذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي ؛ أفترون أني لا أحب لنفسي إلا خيراً .
(6/85-86)
* عن المعتم قال : انطلق الحسن ، وانطلقت معه إلى أبي نضرة نعوده، فقال له أبو نضرة : ادن مني يا أبا سعيد ، فدنا منه ، فوضع يده على عنقه ، وقبل خده ؛ فقال الحسن : يا أبا نضرة ، إنك والله ، لولا هول المطلع ، لسر رجالاً من إخوانك أن يكونوا فارقوا ما ها هنا ؛ فقالوا : يا أبا سعيد ، اقرأ سورة ، وادع بدعوات ؛ فقرأ : }قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ { [الإخلاص:1] ، والمعوذتين ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلى على النبي r ، ثم قال : اللهم مس أخانا ضر ، وأنت أرحم الراحمين ؛ قال : فبكى ، وبكى الحسن ، فبكى أهل البيت رحمة لأخيهم ، قال : فما رأيت الحسن بكى بكاء أشد منه ؛ وقال أبو نضرة : يا أبا سعيد ، كن أنت الذي تصلي علي .
(3/98)
* قال محمد بن عمرويه : قال لي عبد الله بن أحمد بن حنبل : حضرت أبي الوفاة ، فجلست عنده ، وبيدي الخرقة وهو في النزع ، لأشد لحييه ، فكان يغرق حتى نظن أن قد قضى ، ثم يفيق ويقول : لا بعد ، لا بعد بيده ، ففعل هذا مرة ، وثانية فلما كان في الثالثة قلت له : يا أبت إيش هذا الذي قد لهجت به في هذا الوقت ؟ فقال لي : يا بني ما تدري ؟ فقلت : لا ، فقال : إبليس لعنه الله ، قام بحذائي ، عاضاً على أنامله ، يقول : يا أحمد فتني وأنا أقول : لا بعد حتى أموت .
(9/183)
* قال عبد ربه بن صالح: دخل على مكحول في مرضه الذي مات فيه ، فقيل له : أحسن الله عافيتك أبا عبد الله ، فقال : ألا لحاق بمن يرجى عفوه ، خير من البقاء مع من لا يؤمن شره . وزاد غيره : شياطين الإنس ، وإبليس ، وجنوده .
(5/177)
* قال محمد بن مطرف : دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت ، فقلنا : يا أبا حازم ، كيف تجدك ؟ قال : أجدني بخير ، راجيا حسن الظن به ؛ ثم قال : إنه والله ، لا يستوي من غدا وراح ، يعمر عقد الآخرة لنفسه ، فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت ، حتى يقدم عليها ، فيقوم لها ، وتقوم له ؛ ومن غدا وراح في عقد الدنـيا ، يعـمرها لغيره ، ويرجع إلى الآخرة ، لا حظ له فيها ، ولا نصيب .
(3/241-242)
* عن الحسين بن الحسن الحناط قال : سمعت فرقداً ـ إمـام مسجد البصرة ـ يقول : دخلوا على سفيان الثوري في مرضه الذي مات فيه ، فحدثه رجل بحديث ، فأعجبه ، وضرب يده إلى تحت فراشه ، فأخرج ألواحاً له ، فكتب ذلك الحديث ؛ فقالوا له : على هذه الحال منك ، فقال : إنه حسن ، فقد سمعت حسناً ، وإن مت ، فقد كتبت حسناً .
(7/64)
* عن ابن زيد قال: أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت، قال فقال: يا أبا عبد الله، كأني أراك قد شق عليك الموت؟ قال: فما زال يهون عليه الأمر وينجلي عن محمد حتى إذ إن وجهه لكأنَّه المصابيح، ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم قضى رحمه الله .
(3/147)
* قيل لحسان بن أبي سنان في مرضه : ماذا تشتهي ؟ قال : ليلة بعيدة الطرفين ، أحيي ما بين طرفيها .
(3/118)
* عن المغيرة بن حبيب قال : اشتكى بطن مالك بن دينار ، فقيل له : لو عمل لك قلية ، فإنها تحبس البطن ؛ فقال : دعوني من طبكم ، اللهم إنك تعلم أني لا أريد البقاء في الدنيا لبطني ، ولا لفرجي ، فلا تبقني في الدنيا .
(2/361)
* عن عمر بن دينار قال : دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه ، فجعل يبكي ، فقال : ما شأنك ؟ قال : علي دين ، قال : كم هو ؟ قال : خمسة عشر ألف دينار ، قال : فهو علي .
(3/141)
* سئل عبد الله بن أحمد عقل أبوك عند المعاينة ؟ فقال : نعم ، كنا نوصيه ، فكان يشير بيده ، فقال صالح : إيش يقول ؟ فقلت : أهو ذا ، يقول: خللوا أصابعي ، فخللنا أصابعه ، ثم ترك الإشارة ، فمات من ساعته .
(9/183)
* عن أبي عيسى قال : دخلنا على مالك ـ بن دينار ـ عند الموت ، فجعل ينظر ، ويقول : لمثل هذا اليوم كان دؤوب أبي يحيى .
(2/382)
* عن عطاء بن السائب قال : ذهبنا نرجي أبا عبد الرحمن السلمي عند موته ، فقال : إني لأرجوا ربي ، وقد صمت له ثمانين رمضاناً .
(4/192)
* عن الفضيل بن عياض أنه قال في مرضه الذي مات فيه : ارحمني بحبي إياك ، فليس شيء أحب إلي منك .
(8/109)
* عن محمد بن ثابت البناني قال : ذهبت ألقن أبي وهو في الموت : لا إله إلا الله ؛ فقال : يا بني ، دعني ، فإني في وردي السادس ، أو السابع .
(2/322)
* عن مليح بن وكيع قال : لما نزل بأبي الموت ، أخرج إلي يده فقال : يا بني ، تري يدي ، ما ضربت بها شيئاً قط .
(8/371)
* عن أحمد بن إبراهيم قال : نظر يونس ـ بن عبيد ـ إلى قدميه عند موته ، فبكى ، فقيل له : ما يبكيك أبا عبد الله ؟ قال : قدماي ، لم تغبرا في سبيل الله .
(3/19)
* ولما احتضر بشر بن منصور ، قيل له : أوص بدينك ، قال : أنا أرجو ربي لذنبي ، أفلا أرجوه لديني ، فلما مات ، قضى عنه دينه بعض إخوانه . (6/242)
* عن إبراهيم النخعي : أنه بكى في مرضه ، فقالوا له : يا أبا عمران ، ما يبكيك ؟ قال : وكيف لا أبكي ، وأنا انظر رسولاً من ربي يبشرني ، إما بهذه ، وإما بهذه ؟
(4/224)
* عن الربيع بن أبي راشد ، ورأى رجلاً مريضاً يتصدق بصدقة يقسمها بين جيرانه الهدايا أمام الزيارة ، فلـم يلبث الرجل إلا أياماً ، حتى مات ؛ فبكى عند ذلك الربيع ، وقال : أحس والله بالموت ، وعلم أنه لا ينفعه من ماله ، إلا ما قدم بين يديه .
(5/77)
* عن عبد الله بن عبيد قال : لما طعن عمر رحمه الله طعنته التي مات فيها ، قال له بعضهم : لو شربت يا أمير المؤمنين لبنا ، فلما شرب اللبن ، خرج من جرحه ، وعلموا أنه شرابه الذي شرب ؛ قال : فبكى ، وأبكى من حوله ، وقال : هذا حين لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع ؛ قالوا : وما أبكاك إلا هذا ؟ قال : ما أبكاني غيره .
(3/355)
* لما حضرت مسعراً الوفاة ، دخل عليه سفيان الثوري فوجده ، جزعاً، فقال له : لم تجزع ، فو الله ، لوددت أني مت الساعة ، فقال مسعر : أقعدوني ، فأعاد عليه سفيان الكلام ، فقال : إنك إذا لواثق بعملك يا سفيان، لكني والله ، لكأني على شاهق جبل ، لا أدري أين أهبط ؛ فبكى سفيان ، فقال : أنت أخوف لله عز وجل مني .
(7/212)
* عن عبد الرحمن بن مهدي قال : مات سفيان الثوري عندي ، فلما اشتد به ، جعل يبكي ؛ فقال له رجل : يا أبا عبد الله ، أراك كثير الذنوب ، فرفع شيئاً من الأرض ، فقال : والله لذنوبي أهون عندي من ذا ، إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت .
(7/12)
* عن يزيد بن عبد ربه قال : عدت مع خالي علي بن مسلم أبا بكر بن أبي مريم وهو في النزع ، فقلت له : رحمك الله ، لو جرعت جرعة ماء ، فقال بيده : لا ، ثم جاء الليل ، فقال : أذن ؟ فقلت : نعم ، فقطرنا في فمه قطرة ماء ، ثم غمضناه ، فمات رحمه الله ؛ وكان لا يقدر أحداً ينظر إليه ، من خوى فمه من الصيام .
(6/89)
* لما حضرت الحطيئة الوفاة ، قيل له : أوص ، قال : أوصي المساكين بالمسألة ، قيل له : أوص في مالك ، قال : مالي للذكور دون الإناث ، قيل ليس هذا قضاء الله ، قال : لكني أقوله ، ثم قال : احملوني على حمار ، فإنه من يموت عليه كريم . (9/136)
* عن الحسن بن صالح قال : لما احتضر أخي علي بن صالح ، رفع بصره ، ثم قال : } مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً { [النساء: 69] ، ثم خرجت نفسه ؛ قال : فنظرنا إلى جنبه ، فإذا ثقب في جنبه ، وقد وصل إلى جوفه ، وما علم به أحداً من أهله .
(7/329)
* عن مسمع بن عاصم قال : شهدت عبد الواحد بن زيد عاد مريضاً من إخوانه ، فقال : ما تشتهي ؟ قال : الجنة ، قال : فعلام تأس من الدنيا إذا كانت هذه شهوتك ؟ قال : آسى والله على مجالس الذكر ، ومذاكرة الرجال بتعداد نعم الله ، قال عبد الواحد : هذا والله خير الدنيا ، وبه يدرك خير الآخرة .
(6/157)
* عن عمرو بن قيس : أن معاذ بن جبل لما طعن ، فجعلت سكرات الموت تغشاه ، ثم يفيق الإفاقة ، فيقول : اخنقني خنقاتك ، فوعزتك ، إنك لتعلم أن قلبي يحب لقاءك ، اللهم إنك تعلم : أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا، لجري الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، ولكن لمكابدة الساعات ، وظمأ الهواجر ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر .
(5/103)
* عن ثابت البناني قال : كان رجل عاملاً للعمال ، فجمع ماله ، فجعله في سارية ، فلما حضرته الوفاة ، أمر به ، فنثر بين يديه ، فجعل يقول : يا ليتها كانت بعراً ، يا ليتها كانت بعراً .
(2/325)
* عن حزم القيطعي قال : دخلنا على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه ، وهو يكيد بنفسه ، فرفع رأسه إلى السماء ، ثم قال : اللهم إنك تعلم : أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لفرج ، ولا لبطن .
(2/361)
* عن ليث بن أبي مرقية عن عمر بن عبد العزيز : أنه لما كان في مرضه الذي مات فيه ، قال : أجلسوني ، فأجلسوه ، ثم قال : أنا الذي أمرتني فقصرت ، ونهيتني فعصيت ، ولكن : لا إله إلا الله ؛ ثم رفع رأسه ، وأحد النظر ، فقالوا له : إنك لتنظر نظراً شديداً ! قال : إني لأرى حضرة ، ما هم بأنس ولا جن ، ثم قبض .
(5/335)
* عن سعيد بن عامر قال : مرض سليمان التيمي ، فبكى في مرضه بكاء شديداً ، فقيل له : ما يبكيك ؟ أتجزع من الموت ؟ قال : لا ، ولكن مررت على قدري ، فسلمت عليه ، فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه .
(3/32)
* قال عبد الواحد بن زيد : دخلنا على عطاء السليمي وهو في الموت، فنظر إلي أتنفس ، فقال : مالك ؟ فقلت : من أجلك ، فقال : والله لوددت أن نفسي بقيت بين لهاتي وحنجرتي تتردد إلى يوم القيامة ، مخافة أن تخرج إلى النار .
(6/224)
* عن ثابت قال : لما ثقل جابر بن زيد ، قيل له : ما تشتهي ؟ قال : نظرة إلى الحسن ، قال : فأتيت الحسن ، فأخبرته ، فركب إليه ، فلما دخل عليه ، قال لأهله : أرقدوني ، فجلس ، فما زال يقول : أعوذ بالله من النار ، وسوء الحساب .
(3/89)
* أبو بكر بن عياش قال : دخلت على الأعمش في مرضه الذي توفي فيه ، فقلت : أدعو لك الطبيب ؟ قال : ما أصنع به ؟ فو الله لو كانت نفسي بيدي ، لطرحتها في الحش ؛ إذا أنا مت ، فلا تؤذنن بي أحداً ، واذهب بي ، واطرحني في لحدي .
(5/51)
* عن بلال بن سعد قال : لما حضرت أبي الوفاة ، قال لي : يا بني ، ادع بنيك ، فأمرت أهلي ، فألبسوهم قمصا بيضاً ، فقال : اللهم إني أعيذهم من الكفر ، وضلالة العمل ، ومن السباء والفقر إلى بني آدم .
(5/232)
* عن أبي بكر الزجاج ، قال : قيل لمعروف الكرخي في علته : أوص ، فقال : إذا مت ، فتصدقوا بقميصي هذا ، فإني أحب أن أخرج من الدنيا عرياناً ، كما دخلت إليها عرياناً .
(8/362)
* عن عبد الرحمن بن حيان المصري قال : قيل للفضيل بن عياض : يا أبا علي ، ما بال الميت ينزع نفسه وهو ساكت ، وابن آدم يضطرب من القرصة ؟ قال : لأن الملائكة توثقه ثم قرأ : } تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ { [الأنعام: 61] .
(8/111)
* عن عمرو بن علي قال : كان هجير يحيى بن سعيد إذا سكت ثم تكلم : } نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ { [قّ: 43] ، قال : فقلت ليحيى في مرضه الذي مات فيه : يعافيك الله إن شاء الله ، فقال : أحبه إلى أحبه إلى الله .
(8/381)
* عن مالك بن إسماعيل قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول ـ وأعانه على بعض الحديث أخوه محمد ـ قال : آلى صفوان ابن سليم أن لا يضع جنبه إلى الأرض ، حتى يلقى الله عز وجل ، فلما حضره الموت وهو منتصب ، قالت له ابنته : يا أبت ، أنت في هذه الحالة ، لو ألقيـت نفسك ، قال : يا بنية ، إذا ما وفيت له بالقول .
(3/159)
* عن شبابه قال : دخلت على شعبة في يومه الذي مات فيه وهو يبكي ، فقلت له : ما هذا الجزع يا أبا بسطام ؟ أبشر ، فإن لك في الإسلام موضعاً ، فقال : دعني ، فلوددت أني وقاد حمام ، وأني لم أعرف الحديث .
(7/156)
* عن أبي يحيى الزهري قال : قال عبد الله بن عبد العزيز العمري عند موته : نعمة ربي أحدث : أني لم أصبح أملك على الناس إلا سبعة دراهم ملكتها يدي ، ونعمة ربي أحدث : لو أن الدنيا أصبحت تحت قدمي ، لا يمنعني من أخذها ، إلا أن أزيل قدمي ما أزلتها .
(8/283)
* عن محمد بن المنكدر : أنه جزع عند الموت ، فقيل له : لم تجزع ؟ فقال : أخشى آية من كتاب الله عز وجل ، قال الله تعالى : } وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ { [الزمر: 47] ، وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب .
(3/146)
* عن عمران الخياط قال : دخلنا على إبراهيم النخعي نعوده وهو يبكي ، فقلنا له : ما يبكيك يا أبا عمران ؟ قال : انتظر ملك الموت ، لا أدري، يبشرني بالجنة ، أم بالنار .
(4/224)
* عن الحماني قال : لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة ، بكت أخته، فقال : لا تبك ، ـ وأشار إلى زاوية في البيت ـ فقد ختم أخوك في تلك الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة .
(8/304)
* عن حماد بن سعيد قال : لما حضر أبا عطية ـ بن قيس المذبوح ـ الموت ، جزع منه ، فقالوا له : أتجزع من الموت ؟ قال : مالي لا أجزع ؟ وإنما هي ساعة ، ثم لا أدري أين يسلك بي .
(5/154)
* عن ليث قال : حدثت طلحة ـ بن مصرف ـ في مرضه الذي مات فيه : أن طاووساً كان يكره الأنين ، قال : فما سمع طلحة يئن ، حتى مات رحمه الله . (5/18)
* عن أبي مصعب قال : قال لي ابن أبي حازم : دخلت أنا وأبي نسأل عنه ـ يعني صفوان بن سليم ـ وهو في مصلاه ، فما زال به أبي ، حتى رده إلى فراشه ؛ فأخبرتني مولاته : أن ساعة خرجتم مات .
(3/159)