احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكُم ولا إلى صُورِكُم ولكن ينظر إلى قُلُوبِكُم))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

 ((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكُم ولا إلى صُورِكُم ولكن ينظر إلى قُلُوبِكُم)) Empty
مُساهمةموضوع: ((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكُم ولا إلى صُورِكُم ولكن ينظر إلى قُلُوبِكُم))    ((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكُم ولا إلى صُورِكُم ولكن ينظر إلى قُلُوبِكُم)) Emptyالثلاثاء أغسطس 05, 2014 3:20 pm

-وعن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكُم ولا إلى صُورِكُم ولكن ينظر إلى قُلُوبِكُم))(33).[ رواه مسلم].

الشرح
هذا الحديث يدل على ما يدل عليه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم﴾ [الحجرات:13] .
فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد إلى أجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة، أو صحيحة، أو سقيمة، ولا ينظر إلى الصور، هل هي جميلة أو ذميمة، كل هذا ليس بشيء عند الله، وكذلك لا ينظر إلى الأَنسَاب؛ هل هي رفيعة أو دنيئة، ولا ينظر إلى الأموال، ولا ينظر إلى شيء من هذا أبدا، فليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب، وكان عند الله أكرم؛ إذاً لا تفتخر بمالك، ولا بجمالك، ولا ببدنك، ولا بأولادك، ولا بقصورك، ولا سياراتك، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدا . إنما إذا وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فاحمدِ الله عليه . قوله عليه الصلاة والسلام: ((ولكن ينظر إلى قلوبكم)) فالقلوب هي التي عليها المدار، وهذا يُؤيِّدُ الحديث الذي صَدَّرَ المؤلف به الكتاب؛ ((إنما الأعمال بالنيات ...)) .
القلوب هي التي عليها المدار، كم من إنسان ظاهر عمله أنه صحيح وجيد وصالح، لكن لما بني على خراب صار خراباً ، فالنية هي الأصل ، تجد رجلين يُصلِّيان في صف واحد، مقتدين بإمام واحد، يكون بين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب؛ لأن القلب مختلف، أحدهما قلبه غافل ، بل ربما يكون مُرائيًا في صلاته- والعياذ بالله - يريد بها الدنيا.والآخر قلبه حاضر يريد بصلاته وجه الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فبينهما فرق عظيم ، فالعمل على ما في القلب، وعلى ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة ؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنّ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (Cool يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ َهُ عَلَى رَجْعِهِ﴾ [الطارق:8،9]، أي : تُختَبَر السرائر لا الظواهر . في الدنيا الحكم بين الناس على الظاهر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون، ولعل بعضكم أن يكون أَلْحَنَ بحجته من بعض، وأقضي له على نحو مما أسمع ))(34) لكن في الآخرة العلم على ما في السرائر ، نسأل الله أن يطهر سرائرنا جميعاً.
العلم على ما في السرائر: فإذا كانت السريرة جيدة صحيحة فأبشِر بالخير ، وإن كانت الأخرى فقدتَ الخير كله، وقال الله عز وجل: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ [العاديات9،10] ، فالعلم على ما في القلب.
وإذا كان الله تعالى في كتابه، وكان رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته يؤكدان على إصلاح النية؛ فالواجب على الإنسان أن يُصلح نيته، يُصلح قلبه، ينظُرَ ما في قلبه من الشك فيزيلَ هذا الشك إلى اليقين .كيف؟ وذلك بنظره في الآيات: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الألْبَابِ﴾ [آل عمران:190] ، وقال: ﴿ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [الجاثـية:4] ،إذا ألقى الشيطان في قلبك الشك فانظر في آيات الله. انظر إلى هذا الكون من يدبِّرَه، انظر كيف تتغير الأحوال، كيف يداول الله الأيام بين الناس، حتى تعلم أن لهذا الكون مدبراً حكيماً عز وجل.
الشرك؛ طهِّر قلبك منه. كيف أطهِّر قلبي من الشرك؟
أطهِّر قلبي ؛ بأن أقول لنفسي: إن الناس لا ينفعونني إن عصيتُ الله ولا
ينقذونني من العقاب ، وإن أطعت الله لم يجلبوا إليَّ الثواب.
فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله. إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله- عز وجل- لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلى الخلق.
ولهذا من تقرَّب إلى الخلق بما يتقرَّب به إلى الله ابتعد الله عنه، وابتعد عنه الخلق.
يعني لا يزيده تقرُّبه إلى الخلق بما يقربه إلى الله؛ إلا بُعداً من الله ومن الخلق؛ لأن الله إذا رضي عنك أرضى عنك الناس، وإذا سخط عليك أسخط عليك الناس، نعوذ بالله من سخطه وعقابه.
المهم يا أخي : عالج القلب دائماً، كن دائماً في غسيل للقلب حتى يطهر؛ كما قال الله - عز وجل - :﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُم﴾ [المائدة:41] ،فتطهير القلب أمرٌ مهم جداً، أسال الله أن يطهر قلبي وقلوبكم، وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله متبعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
((إن الله لا ينظر إلى أجسادِكُم ولا إلى صُورِكُم ولكن ينظر إلى قُلُوبِكُم))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدعو الله، ولكن لا يُستجاب لي!!
» ولكن لا تحبون الناصحين
» ولكن كونوا ربانيين
» (جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع
» منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التهجد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: محمد رسول الله :: شرح الحديث-
انتقل الى: