احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التوكل على الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

التوكل على الله Empty
مُساهمةموضوع: التوكل على الله   التوكل على الله Emptyالسبت أغسطس 16, 2014 3:31 am


الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ لِلْمتقينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحَدهُ لا شريكَ له إلهُ الأولينَ والآخِرينَ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ خاتَمُ النبيِّينَ وخليلُ ربِّ العالمينَ وإمامُ المتوكِّلينَ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ والتابعينَ ومَنْ تَبِعهمْ بإحسانٍ وتوكَّلَ على ربِّهِ حقَّ توكُّلِهِ إلى يومِ الدينِ.

أمَّا بعدُ:
فأوصِيكم- عِبَاد اللهِ- ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى؛ فإنَّ تقوَى اللهِ أكرمُ ما أسرَرْتُمْ وأجملُ ما أظهَرْتُمْ، وأفضلُ ما ادَّخرْتُمْ، اتقوا اللهَ في السِّر والعلَنِ، واجتنبوا الفواحِشَ ما ظهَرَ مِنْها وما بطَنَ.قالَ اللهُ تعالىَSmile وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3)( [الطلاق:2-3].

أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ:
لَقَدْ خلقَ اللهُ عزَّ وجلَّ الإنسانَ ضعيفاً؛ لا يستقلُّ بأمورِهِ، فهوَ يحتاجُ إلى معونَةِ اللهِ وتوفيقِهِ في كُلِّ نَفَسِ نَفْسٍ وطَرْفَةِ عَيْنٍ. وقَدْ جَبرَ اللهُ سبحاَنهُ ضَعْفَ الإنسانِ بالتوكُّلِ عليهِ واستجلابِ الخيرِ مِنْه ودفْعِ الشرِّ عَنْه وتفويضِ الأمرِ إليهِ مَعَ الأخذِ بأسبابِ ذلِكَ.
والتوكُّلُ – عبادَ اللهِ – هُوَ صِدْقُ اعتمادِ القلبِ على اللهِ تعالىَ في استجلابِ المصالِحِ ودَفْعِ المَضَارِّ مِنْ أمورِ الدُّنيا  والآخرةِ. وهُوَ أعظمُ الأسبابِ التي يَحْصُلُ بِهَا المطلوبُ ويندَفِعُ بِهَا المَرْهوبُ، وهوَ دليلٌ على ثِقَةِ المتوكِّلِ باللهِ تبارَكَ وتعالَى؛ لِهذَا كانَتْ لَهُ منزلَةٌ كبرَى في شريعةِ الإسلامِ. وممَّا يدلُّ على عظيمِ شَرَفِ التوكُّلِ حديثُ السبعينَ ألفاً الذين يَدْخُلونَ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍٍ حيثُ أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ مِنْ حديثِ ابنِ عباسٍ - رضِيَ اللهُ عنهما- أنَّ النبيَّ e قالَ: "هُمُ الذينَ لا يَسْتَرْقُونَ ولا يَتَطَيَّرُونَ ولاَ يَكْتَوُونَ وعلى ربِّهِمْ يَتوكَّلُونَ". قالَ ابنُ القيِّمِ - رحمَهُ اللهُ -: "التوكُّلُ نِصْفُ الدِّينِ والنصفُ الثانِي الإنابةُ، فإنَّ الدِّينَ استعاَنةٌ وعبادَةٌ، فالتوكُّلُ هوَ الاستعانةُ، والإنابةُ هِيَ العبادةُ". وهوَ مطلوبٌ في الأمورِ كلِّها دَقِيقِهَا وجَلِيلِها، فمَنْ أرادَ النصرَ والظَّفَر فَلْيتوكَّلْ على اللهِ؛ لِقولِهِ تعالَى: )إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُـم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّـلِ الْمُؤْمِنــونَ([آل عمران:160].
ومَنْ نَفَذَتْ في شأنِهِ سِـهامُ القَدَرِ وَوَصلَتْ قوافِلُ القضَاءِ فَلْيسـتَقْبِلْها بِالصبرِ وَالتوكُّـلِ) قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ([التوبة:51]، ومَنْ خَشِيَ الشيطانَ وكيدَهُ كانَ التوكُّلُ على اللهِ لهُ حِصْناً حَصِيناً)إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ([النحل:99]، وإذا تخَلَّى عَنْكَ الخَلْقُ وأعرَضَ عَنْك الناسُ فَالْزَمِ التوكُّـلَ)فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ([التوبة:129].

إخوةَ الإسلامِ:
إنَّ التوكُّلَ يَنْبُعُ مِنْ معرفَةِ العبدِ بربِّهِ وأسمائِهِ وصفاتِهِ: مِنْ قدرتِهِ وقَيُّومِيَّتِهِ وعِلْمِهِ ونفاذِ مشيئَتِهِ مَعَ رسوخِ  القلبِ في التوحيدِ؛ وعلى قَدْرِ تجريدِ التوحيدِ تكونُ صِحَّةُ التوكُّلِ.
وهوَ وَصِيَّةُ اللهِ لأنبيائِهِ- عليهم الصلاةُ والسلامُ – ووصيَّةُ الأنبياءِ لأِقوامِهِمْ. قالَ اللهُ حاكِياً عَنْ موسَى عليهِ السلامُ: )يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ( [يونس:84 ]. وقالَ سبحاَنه حاكِياً عَنْ شعيبٍ عليه السلامُ: )وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ( [هود:88]. وأمرَ نبيَّهُ محمداًe بالتوكُّلِ فقالَ: )فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ( [آل عمران:159]. وجعلَهُ شَرْطاً لإِيمانِ المؤمنينَ. قالَ اللهُ تعالَى: )وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ( [المائدة:23]. وقالَ عَنْ رسلِهِ عليهمُ الصَّلاةُ والسلامُ: )وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا( [إبراهيم:12].وقالَ لرســولِهِ محمدٍ e: )َوتوكل عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً( [الأحزاب:3].وقالَ عَنِ الصَّحَابةِ: )الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَـوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْـبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ( [آل عمران:173].

مَعْشَرَ المؤمنينَ:
والتوكُّلُ على اللهِ لا يَعْنِي تركَ الأسبابِ وقَطْعَ الصِّلَةِ بها، بَلْ إِنَّ الأخذَ بالأسبابِ مَعَ تفويضِ أمرِ النجاح ِإلى اللهِ سبحاَنه هوَ مِنَ التوكُّلِ المأمورِ بِهِ؛ إذْ تَرْكُ الأسبابِ وَالقُعُودُ عنْها تَوَاكُلٌ وليسَ مِنَ التوكُّلِ في شيءٍ، فَقَدْ روَى أنسُ بنُ مالكٍ t وجعفرُ بنُ عمرِو بنِ أميَّةَ عَنْ أبيهِ أنَّ رجلا ً قالَ: يا رسولَ اللهِ أُرسِلُ ناقِتي وأتوَكَّلُ؟ قالَ:"اعْقِلْها وتَوَكَّلْ" [أخرجَهُ الترمذيُّ والحاكمُ والبيهقيُّ]. فالنبيُّe: أمرَهُ أَنْ يأخُذَ بالأسبابِ بِأَنْ يَعْقِلَ ناقَتهُ ولا يترُكَهَا مُرْسَلَةً؛ لأنَّ في إرسالِها إِبْطالا ً لِلأسبابِ وهوَ عَجْزٌ أوْ تواكُلٌ لا توكُّلٌ. بَيْدَ أنَّ المؤمنَ حِينَ يأخُذُ بالأسبابِ لا يركَنُ إليها ولا يعتمدُ عليها بَلْ يأخُذُ بِها ويَعتمِدُ على مُسبِّبِها عزَّ وجلَّ، فيكونُ حالُ قلبِهِ قيامُهُ باللهِ لا بالأسبِابِ وحالُ بدنِهِ قيامُهُ بالأسباب.ِ وسيِّدُ المتوكِّلينَ e لَمْ يُهْمِلِ الأَخْذَ بِالأسبابِ والسعيَ في تحصيلِها؛ فقَدِ اختفَى في الغارِ عَنْ أعْيُنِ الكُفارِ حتَّى إنَّ أبا بكرٍ t قالَ له – وهُوَ يرَى أقدامَ المشركينَ –: يا رسولَ اللهِ لَوْ أنَّ أَحدَهم نظَرَ تَحْتَ قدمَيْهِ لأبْصَرَنا فقالَ لهُ إمـامُ المتوكِّلِينَ: "مـا ظَنُّـكَ يا أبا بكـرٍ باثنينِ اللـهُ ثالثُهُمـا"  [متفقٌ عليهِ]. وكذلِكَ اتَّخَذَ دليلاً ماهِراً يدلُّهُ إلى المدينةِ، وتعاطَى الدواءَ المُبَاحَ وأمرَ بهِ، وظَاهَرَ في بعضِ غَزَواتِهِ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وأمرَ بإغلاقِ الأبوابِ وتغطيةِ الآنيةِ وإطفاءِ النارِ عِنْدَ المَبِيتِ.

فإهمالُ الأسبابِ إذا ً- بزعمِ التوكُّلِ – إنمَّا هوَ عَجْزٌ وإعْيَاءٌ، والالتفاتُ إليها والاعتمادُ عليها دونَ المسبِّبِ ـ سبحانَه وتعالَى ـ شِرْكٌ وعَنَاءٌ، وفي الحديثِ:"احـرِصْ على ما ينفعُكَ واسـتعنْ باللهِ ولاَ تَعْجَزْ" [أخرجَه مسلمٌ ].
أقولُ ما تســمعونَ وأسـتغفرُ اللهَ لي ولكم واستغفِرُوُه )إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) ([نوح: 10-12].

الخطبـة الثانيـة

الحمدُ للهِ الذي خلَقَ كلَّ شيءٍ فقدَّرَهُ تقديراً، وجعلَ الليلَ والنهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أرادَ أنْ يَذَّكَّرَ أوْ أرادَ شُكُوراً، أحمَدُهُ سبحانَه وتعالَى حمداً كثيراً، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ تعالَى عمَّا يقولُ الظالمونَ عُلُواً كبيراً، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً كثيراً.

أمَّا بعدُ:
فيقولُ ربُّنا- عزَّ وجلَّ- آمراً ومُرْشِداً):يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)( [الأحزاب: 70-71].

عبادَ اللهِ:
اعلموا أنَّ المتوكِّلينَ هُمْ أهلُ الفلاحِ في الدنيا والآخرةِ، وهمُ الذين يجنونَ ثِمارَ توكُّلِهمْ يانعةً بإذنِ ربِّهمْ، فإنَّ للتوكُّلِ ثمراتٍ في الدَّارَيْنِ يَسْعَدُ بِها المتوكلِّونَ على اللهِ حقَّ توكُّلِهِ.
      ومِنْ هذِهِ الثمراتِ: الرِّضَا بِمَا يأتِي بهِ القَدَرُ مِنْ عِنْدِ اللهِ خيرِهِ وشرِّهِ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ؛ كما قالَ اللهُ تعالَى عَنِ المؤمنينَ المتوكِّلِينَ: )قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( [التوبة:51].
ومِنْها: الثِّقةُ باللهِ تبارَك وتعالَى، فعَنْ جابرٍ t أنَّ رسولَ اللهِ e أَخذَ بِيَدِ مَجْذومٍ فأدخلَهَا مَعَهُ في القَصْعَةِ ثمَّ قالَ:"كُلْ ثِقَةً باللهِ وتوكُّـلا ًعليـهِ" [أخرجَه أبو داودَ وابنُ ماجهَ واللفظُ له].
ومنْها أيضاً: تحصيلُ المَعاشِ وسِعَةُ الرزْقِ؛ كَما روَى عمرُ t قالَ: سـمعتُ رسولَ اللهِ  e يقولُ: "لَوْ أنَّكم تَتَوكَّلونَ على اللهِ حقَّ توكُّلِهِ لَرَزَقَكمْ كما يَرْزُقُ الطيرَ تَغْدو خِمَاصا ً – أيْ تذهبُ أولَ النَّهارِ ضامرةَ البطونِ مِنَ الجوِع - وتروحُ بِطَاناً – أيْ ترجِعُ آخرَ النهَّارِ مُمْتلِئَةَ البطونِ" [أخرجَه الترمذيُّ وحسَّنه].
وما أحسنَ ما قالَ الشاعرُ:

     تَوَكَّلْتُ فِي رِزْقِي علَـى اللهِ خالِقـــي        وأيقَنْتُ أنَّ اللهَ لا شــكَّ رازقِـــي
      فإنْ يَكُ مِـــنْ رزقٍ فلــــيسَ يَفُوتُنِـي         ولوْ كانَ في قاعِ البحـارِ العَوَامِـقِ
     فَفِي أيِّ شيءٍ تذهبُ النفسُ حسْرَةً        وقَدْ قَسَّمَ الرحمنُ رِزْقَ الخلائِـقِ

ومِنْها كذلِكَ: الحفْظُ والهِدايَةُ والوِقايَةُ مِنْ كلِّ شرٍّ أوْ صاحِبِ شَرٍّ؛ حيثُ أخرجَ أبو داودَ والنسائِيُّ عَنْ أنسٍ t قالَ: قالَ رسولُ اللهِ e: "إذا خَرَجَ الرجلُ مِنْ بيتِهِ فقالَ: باسمِ اللهِ، توكَّلْتُ على اللهِ، لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ، قالَ الشيطانُ حِيَنئذٍ: حَسْبُكَ هُدِيتَ وكُفِيتَ وَوُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى له الشيطانُ، فيقولُ له شيطانٌ آخرُ: كيفَ لَك بِرَجُلٍ قَدْ هُدِي وكُفِيَ وَوُقِيَ؟".
ومِنْها: أنَّه يَجلِبُ محبَّةَ اللهِ ونصرَهُ وتأييدَهُ؛ كَما قالَ سبحانَهُ وتعالَى: )فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ( [آل عمران: 159]. وثوابُ اللهِ وجنَّتُهُ أعظمُ ما ينالُهُ المتوكِّلُونَ ويَظْفَرُونَ بهِ، قالَ اللهُ عزَّ وجـــــــــلَّ: )وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُــونَ( [الشورى: 36]، جَعَلَنا اللهُ وإيَّاكُمْ مِنْهم بِمَزِيدٍ مِنْه وكرمِهِ وفضلِهِ.

اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بهِ بينَنَا وبَيْنَ معصيَتِكَ ومِنْ طاعتِكَ مَا تبلِّغنُا بهِ جنَّتَكَ، ومِنَ اليقينِ مَا تهوِّنُ بهِ علينا مصائِبَ الدُّنيا، ومتِّعْنا بِأسماعِنا وأبصارِنا وَقُوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا، واجعلْ ثأْرَنا علَى مَنْ ظلمَنا، وانصرْنا على مَنْ عادانا، اللهمَّ اغفِرْ لِلمؤمنينَ والمؤمناتِ والمسلمينَ والمسلماتِ الأحياءِ مِنْهم والأمواتِ، ربنَّا عليكَ توكَّلْنا وإليكَ أَنَبْنا وإليكَ المصيرُ. اللهمَّ وَفِّقْ أميرَنا ووليَّ عهدِهِ لِهُدَاكَ، واجعلْ عملَهُما في رِضَاكَ, اللهمَّ احفظْهُما بحفظِكَ, واكلأْهُما برعايَتِكَ, وألبِسْهُما ثوبَ الصحَّةِ والعافيةِ والإيمانِ, يا ذَا الجلالِ والإكرامِ. اللهمَّ اجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئِنًّا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمينَ, وتقبلِ اللهمَّ شهداءَنا وشهداءَ المسلمينَ أجمعينَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
التوكل على الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيفية التوكل على الله
» أعمال القلوب [ التوكل ]
» (جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع
» منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التهجد
» النبي صلى الله عليه وسلم خليل الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: خطب جمعة مكتوبة-
انتقل الى: