احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منهجية التعامل مع المنهجيات في العلم الشرعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

منهجية التعامل مع المنهجيات في العلم الشرعي Empty
مُساهمةموضوع: منهجية التعامل مع المنهجيات في العلم الشرعي   منهجية التعامل مع المنهجيات في العلم الشرعي Emptyالأربعاء أغسطس 27, 2014 2:26 pm

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد ,
فإن كثيراً من إخواننا المبتدئين في طلب العلم الشرعي -وأنا منهم- يواجهون عوائق عند قراءتهم للكتب والمقالات والخطط التي تتعلق بالمنهجيات العلمية , والساحة العلمية اليوم تشهد وفرة في الكتب الخاصة بهذا الباب , فما هو المنهج في التعامل مع هذه المنهجيات ..
هذا ما حاولت تلخيصه في هذا الموضوع , وقد أثاره في ذهني سؤال لأحد الإخوة عن كتاب الشيخ ذياب الغامدي (المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي) , وهل يصلح للتطبيق , أو لا يصلح ..
فأقول مستعيناً بالله :
أخي الحبيب ,
هاكها قواعد تتعامل بها مع كتب المنهجيات العلمية , أملاها عليّ وحي الخاطر , في نقاط مختصرة :
1. قراءتها ضرورية جداً , ومفيدة في العاجل القريب , أو الآجل البعيد .
2. من الصعب أن نقصر مجموعة من طلبة العلم على منهجية معينة , ونلزمهم بها , حتى لو كانوا صفوة وخُلّصا لشيخ معين ؛ إذ الرغبات , والهمم تختلف , فيبقى الأمر نسبيا , وفرديا .
3. لكل فنّ من الفنون ترومه منهجية معينة , ولا أقصد بالمنهجية "البدء بالأولى فالأولى" فذاك معلوم بالضرورة , ولكني أقصد معرفة ما هو الأولى معرفة دقيقة , حتى لا تخطىء القدمُ المسارَ , فمثلاً في كتب الحديث نقول: ما هي الكتب التي ينبغي أن تدرس أولاً لعموم الطلاب ثم لخواصهم, وهكذا ... والغالب أن العلماء يتفقون في تحديد تفاصيل هذه الأوليات المختصة بكل فنّ , ولكل فنّ أهلُه , وهم أدرى به من غيره !
4. وأما كتب المنهجيات التي عنيت بذكر ما يتعلق بالفنون عامة , فلها مساران : مسار أهل المشرق , ومسار أهل المغرب :
أما مسار المشارقة فطريق بدئهم يكون بعلوم الغاية كالعقيدة والفقه وما إلى ذلك , وأما مسار المغاربة فطريق بدئهم يكون بعلوم الآلة كعلوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وما إلى ذلك , ولكلّ مسار رجالُه وفوائده , والذين يبدؤون بعلوم الغاية يأخذون معها ما تلزمه الضرورة -بداية- من علوم الآلة, والذين يبدؤون بالآليات يأخذون ما يتعلق ضرورة بالغائيات.
5. وكان الناس في السابق يبدؤون بكل علم على حدة حتى يتقنو أصوله –مثلاً- , ثم ينتقلوا للفنّ الآخر, وهكذا دوليك ... ولكن الآن تغير الوضع , وأصبحت تؤخذ أوليات العلم في أهم الفنون جملة بطريقة معلومة عند الجميع , ولأجلها جاءت هذه المنهجيات .
5. لم أقف على كتاب في العصر الحديث خرج عن المسارين السابقين , وكتاب الشيخ ذياب على طريقة المشارقة, فيبقى النظر بنظرتك الخاصة , وحملاً على قدراتك ومواهبك التي تعرفها .
وإن الكتاب وضع منهجية علمية قويّة , وكأنه رام المثال الذي يحتذى , وإلا فمن النادر –كما يظهر لي- أن يخرج شخص يطبق منهجيته في سنتين , حتى لو كان مفرّغا تفريغاً تاماً ؛ إذ النفس لها صوارف وشواغل قهرية من سقم , وهمٍّ , وغمٍّ , وسفر ... إلخ , فمراد الشيخ هو المثال الذي يصبو إليه الطالب صاحب الهمة , ولا بدّ كما يقال : من سقف عالٍ ؛ إذ لو وضع شيئا أقل , لضعفت الهمم , وكان أخذهم من المطلوب دون ذلك , وكلما بعد المطلوب علت الهمة وقويت .
6. كلّ كتب المنهجيات عبارة عن خلاصة بلغ إليها العالم طوال خبرته المتراكمة عبر سنيّ طلبه في أفراد كل فنّ ؛ فهي خبرات شخصية يحكيها صاحبها , أكثر من كونها قواعد يضعها للطالبين , وهذا الذي يفسر سبب اختلافها , وليس سبب ذلك التنظير ومجرد الرأي ؛ إنما الواقع الذي عاشه وجربه صاحبها .
7. فإذا تقرر هذا ؛ جئنا إلى الخبرات عموماً وكيفية التعامل معها .
وللتربويين في هذا وقفات جيدة , لا أستحضرها الآن , ولكني أذكر منها أن كل خبرة تكتسبها يجب عليك أن تستفيد منها لا أن تطبقها بحذافيرها .
ولهم في ذلك قصص رمزية ليس هذا موضعها , وسأمثل على كلامي هذا بشيء يوضحه ويبسطه أكثر : حصل لك شيءٌ معين في يومٍ ما , ولنفرض أنك جئت لطريق معينة مؤدية إلى بيتك , وكانت الطريق مليئة بالأحجار والأشواك , ولم تكن عرفت الطريق من قبل , فعبرت هذا الطريق بأن قطعت الأشواك التي أمامك وسرت , وهكذا اكتسبت خبرة في القطع لم تمر عليك من قبل , وبقيت هذه الخبرة في ذهنك , ثم جاء صديق لك يوماً من طريق أخرى ثانية, وكان قد سمع منك قصة وطريقة قطعك للشوك , فوجد شوكاً من نوعٍ آخر يشبه الشوك القديم في الشكل , فلما همّ بقطعه لم يسطع مع أنك نفذ نفس ما نفذته سابقاً, ولكنه كان يفقد قوة داخلية! وسبب ذلك أن الشكل واحد , ولكن الحالة تغيرت . فعليك أن تلبس لكل حالة لبوسها , وعليك أن تأخذ الفكرة من الخبرة السابقة , وتضيف عليها خصوصيتك في هذه المهمة الجديدة .
وهكذا في كل خبرة تواجهك في حياتك , وكل خبرة تسمعها من شخص آخر , عليك أن تستفيد منها , لا أن تطبقها بحذافيرها , خاصة إن كانت من شخص آخر .
وهذا الكتب كما ذكرت هي في الأصل خبرات سابقة مطبقة , فلنتعامل معها كما سبقت الإشارة إليه ؛ فالإفادة منها , ومحاولة تطبيق ما فيها , وإن لم يستفد المرءُ منها فائدة عملية , فيكفي أنها تعيد في همته نشاط الطلب , وتبعثه على معاتبة نفسه وكدّها في ذلك الطريق الطويل .
فليقرأ طالب العلم هذه الكتب , ثم ليتخير ما يناسبه منها , ولا بد أن يضيف عليها رونقه الخاص الذي يمكّنه من مسايرتها , وإلا فسيصبح أسير المنهجيات العلمية النظرية.
وإنك إن بحثت ونقبت في سير العلماء المبرزين , لن تجدهم لزموا طريقة واحدة في الطلب , فلكل واحدٍ منهم طريقته ومنهجيته الخاصة , والاختلاف في ذلك من آيات الله في خلقه .
فقد يذهب أصحاب المنهجيات العلمية الذين برّزوا في علوم الغاية كالعقيدة والحديث والفقه إلى أن الطالب تكفيه في دراسة النحو –مثلاً- الآجرومية , ولكنك إن ذهبت لآخر مبرّزٍ في نفس العلوم سيقول لك: أقل شيء يكفي الطالب لدراسة النحو والإلمام بقواعده هي الألفية ! وقِسْ على قولي تكن علامة .
ولا يجعل طالب العلم المبتدئ بدءه في خطة معينة عائقاً عن قراءة ما يقع في يده من كتب المنهجيات العلمية لمن عرفوا بالتحرير والدقة العلمية = خوفاً من أن تصرفه عن هذه الخطة لخطة أخرى , لأن المرونة في وضع الخطة هي أهم أسباب نجاحها , فليزم خطته الأصلية , وإن بدا له شيء جديد أفاده من كتب أخرى فليقوّم مساره الفرعي , ويبقِ الأصل على ما هو عليه .
أخيراً : إن الناظر في كتب المنهجيات العلمية يجدها تتفق في أصول كل الفنون الشرعية , الغائية منها والآلية , ولكن الذي يختلف هو الطريق الموصل لها , فليتخير منها ما يناسبه , وليشكل منها إن أراد منهجية توافق قدراته الشخصية, ثم إن المنهجيات تختلف أكثر في الطرق الموصلة للمراحل المتوسطة منها , ويظهر الاختلاف جلياً في مراحل المنتهين .
وكل شخص أعلم بنفسه , وأخبر بها , فليضعها في المكان اللائق بها .
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع , والعمل الصالح , إنه جواد كريم .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
منهجية التعامل مع المنهجيات في العلم الشرعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طلب العلم الشرعي
» أهمية طلب العلم الشرعي
»  أهمية العلم الشرعي
» خطوات لطلب العلم الشرعي
» المنهج الصحيح في طلب العلم الشرعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: طلب العلم الشرعي-
انتقل الى: