قال ابن القيم - رحمه الله - في تفاوت الناس في مراتب فَهْم القرآن: «مِنْهُمْ مَنْ يَفْهَمُ مِنْ الْآيَةِ حُكْماً أَوْ حُكْمَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْهَمُ مِنْهَا عَشَرَةَ أَحْكَامٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ فِي الْفَهْمِ عَلَى مُجَرَّدِ اللَّفْظِ دُونَ سِيَاقِهِ وَدُونَ إيمَائِهِ وَإِشَارَتِهِ وَتَنْبِيهِهِ وَاعْتِبَارِهِ، وَأَخَصُّ مِنْ هَذَا وَأَلْطَفُ، ضَمُّهُ إلَى نَصٍّ آخَرَ مُتَعَلِّقٌ بِهِ؛ فَيَفْهَمُ مِنْ اقْتِرَانِهِ بِهِ قَدْراً زَائِداً عَلَى ذَلِكَ اللَّفْظِ بِمُفْرَدِهِ. وَهَذَا بَابٌ عَجِيبٌ مِنْ فَهْمِ الْقُرْآنِ لَا يَتَنَبَّهُ لَهُ إلَّا النَّادِرُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ فَإِنَّ الذِّهْنَ قَدْ لَا يَشْعُرُ بِارْتِبَاطِ هَذَا بِهَذَا وَتَعَلُّقِهِ بِهِ.
إعلام الموقّعين
__________________
قل لي متى سلم الرسول وصحبه ** والتابعون لهم على الإحسان
من جاهل ومعاند ومنافق ** ومحارب بالبغي والطغيان
وتظنّ أنّك وارث لهم وما ** نلت الأذى في نصرة الرحمن
كلّا ولا جاهدت حقّ جهاده ** في الله لا بيد ولا بلسان