احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التقصير في الشكر واسبابه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

التقصير في الشكر واسبابه Empty
مُساهمةموضوع: التقصير في الشكر واسبابه   التقصير في الشكر واسبابه Emptyالأربعاء يونيو 03, 2015 6:17 am

خبر الله في محكم كتابه أن الخلق عاجزون عن إحصاء نعم الله تعالى عليهم ، فقال عز من قائل : (( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا )) (النحل:18) .
وهذا يعني أنهم لن يقوموا بشكر نعم الله تعالى على الوجه المطلوب. لأن من لا يحصي نعمة الله عليه كيف يقوم بشكرها .
ولعل العبد لا يكون مقصراً إذا بذل قصارى جهده في الشكر بتحقيق العبودية لله رب العالمين على حد قوله تعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) (التغابن: 16) .
إنما التقصير الذي نعنيه ، أن يتقلب الإنسان في نعم الله تعالى ليلاً ونهاراً ، ظاعناً ومقيماً نائماً ويقظانَ ، ثم يصدر من أقواله وأفعاله أو اعتقاداته مالا يجامع الشكر بحال من الأحوال ، فهذا التقصير الاختياري هو الذي نريد أن نعرف شيئاً عن أسبابه . ثم نأتي بعد ذلك بما فتح الله به من علاج .
والتوفيق بيد الله . فمن هذه الأسباب:
السبب الأول : الغفلة عن النعمة
إن كثيراً من الناس يعيش في نعم عظيمة – عامة وخاصة – لكنه غافل عنها ، لا يدري أنه يعيش في نعمة ، ذلك لأنه ألفها ونشأ فيها . ولم يمرَّ عليه في حياته ضد لها ، فهو يظن أن الأمر هكذا . والإنسان إذا لم يعرف النعمة ويشعر بها كيف يقوم بشكرها ، لأن الشكر مبني على معرفة النعمة واستحضارها وإدراك أنها نعمة أنعم الله عليه بها .
قال بعض السلف : ( النعمة من الله على عبده مجهولة ، فإذا فُقدت عُرفت ) [1].
إن كثيراً من الناس في زماننا هذا يتقلبون في نعم الله تعالى ، يملئون بطونهم بالطعام والشراب ، ويلبسون أحسن اللباس ، ويتدثرون بأنعم الغطاء ، ويركبون أحسن المراكب ، ثم يمضون لشأنهم ، لا يتذكرون نعمة ، ولا يعرفون لله حقاًّ ، فهم كالدواب تَدُسُّ فمها في مِِزْودها ، فإذا شبعت انصرفت ،وهذا هو حسبها .
والنعم إذا كثرت بتوالي الخيرات وتنوعها غفل الإنسان عن الخالين منها ، وظن أن غيره كذلك ، فلم يصدر منه شكر للمنعم . ولهذا أمر الله تعالى عباده بأن يذكروا نعمة عليهم – كما تقدم – لأن تذكر النعم داع إلى شكرها ، قال تعالى : (( وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ )) (البقرة :231).
السبب الثاني : الجهل بحقيقة النعمة
من الناس من يجهل النعمة ، لا يعرف حقيقتها ولا يدرك كنهها ، ولا يدري أنه في نعمة ، لأنه لا يدري حقيقة النعم ، بل قد يرى بعض إنعام الله عليه قليلاً لا يستحق أن يطلق عليه نعمة ، ومن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها.
إن من الناس من إذا رأى النعمة مبذولة له ولغيره لم ير أنه مختص بها ، فلا يشكر الله ، لأنه لا يرى أنه في نعمة ما دام غيره في هذه النعمة، فأعرض كثير عن شكر نعم الله العظيمة في النفس من الجوارح والحواس ، وعن نعم الله العظيمة في هذا الكون .
خذ مثلاً نعمة البصر، فهي من نعم الله العظيمة التي يغفل عنها الناس فمن الذي يدرك هذه النعمة ويرعى حقها ويقوم بشكرها ؟ إنهم قليلون .
لو عمي إنسان فرد الله عليه بصره بسبب قدَّره الله . هل ينظر إلى بصره في الحالة الثانية كغفلته في الحالة الأولى !؟ ، لا، لأنه أدرك قيمة هذه النعمة بعد فقدها . فهذا قد يشكر الله على نعمة البصر ، ولكنه سرعان ما ينسى ذلك ، وهذا غاية الجهل إذ صار شكره موقوفاً على سلب النعمة ثم ردِّها مع أن الدائم أحق بالشكر من المنقطع أحياناً[2].
السبب الثالث : نظر بعض الناس إلى من فوقه
إذا نظر الإنسان إلى من فوقه ممن فُضِّل عليه احتقر ما أعطاه الله تعالى من فضله ، فقصر في وظيفة الشكر ؛ لأنه يرى أن ما أعطيه قليل ، فيطلب الازدياد ليلحق بمن فوقه أو يقاربه . وهذا موجود في غالب الناس . فينشغل قلبه ويتعب جوارحه في طلب اللحاق بمن فضلوا عليه في متاع الحياة الدنيا . فيصير همه جمع الدنيا ويغفل عن الشكر والقيام بوظيفة العبودة التي خلق لأجلها ، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخَلْقِ فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه )) [3].
السبب الرابع : نسيان الماضي
من الناس من مرت به حياة البؤس والعوز ، وعاش أيام الخوف والقلق ، إما في مال أو معيشة أو مسكن .
ولما أنعم الله عليه وآتاه من فضله لم يشأ أن يعمل مقارنة بين ماضيه وحاضره ليتبين له فضل ربه عليه ، لعل ذلك يكون عوناً له على شكر النعم ، لكنه غرق في نعم الله الحاضرة ونسي حالته الماضية ، ولذا ترى أناساً عاشوا حياة الفقر في غابر أزمانهم، وهم مقصرون في الشكر بما ترى من أحوالهم .
وعلى الإنسان أن يأخذ درساً مما ورد في الحديث الصحيح [4]: (( أن ثلاثة من بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم أبرص وأقرع وأعمى ، فأظهر الابتلاء حقائقهم التي كانت في علمه من قبل أن يخلقهم ، فأما الأعمى فاعترف بإنعام الله عليه وأنه كان أعمى فقيراً فأعطاه الله البصر والغنى ، وبَذلَ للسائل ما طلبه شكراً لله ، وأما الأقرع والأبرص فكلاهما جحدا ما كانا عليه قبل ذلك من سوء الحال والفقر. وقالا في الغنى : إنما أوتيته كابراً عن كابر . وهذا حال أكثر الناس لا يعترف بما كان عليه أولاً من نقص أو جهل وفقر وذنوب ، وأن الله سبحانه نقله من ذلك إلى ضد ما كان عليه وأنعم عليه بذلك))[5].

[1] ربيع الأبرار ( 4 / 325 ) .

[2] انظر مختصر منهاج القاصدين ص (288) .

[3] رواه مسلم رقم ( 2963 ) وانظر جامع الأصول (10 / 142) .

[4] هو حديث أبي هريرة الطويل : ( إن ثلاثة من بني إسرائيل : أبرص وأقرع وأعمى ..) رواه البخاري برقم (3277) مسلم رقم (2946).



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
التقصير في الشكر واسبابه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشكر.. أجلُّ المقامات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: القسم لاسلامي العام-
انتقل الى: