احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 احذر محبطات الاعمال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

احذر محبطات الاعمال  Empty
مُساهمةموضوع: احذر محبطات الاعمال    احذر محبطات الاعمال  Emptyالجمعة مايو 09, 2014 5:56 am

والمحبطات هي
1- الإشراك بالله؛ قال - تعالى -:﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]، وقال - تعالى -: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [التوبة: 17].


-2- الرِّدَّة: قال - تعالى -:﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217


3- الكفر بآيات الله، وقتل الأنبياء، وقتل الذين يأمرون بالمعروف من الناس، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 21، 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 147]، وقال - تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 105].
4- كراهة شيء من القرآن، واتباع ما أسخط الله؛ قال - تعالى -:﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 9]، وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2


5- النفاق؛ قال - تعالى -: ﴿ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [الأحزاب: 19]، وقال - تعالى -: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 52، 53].

6- مشاققة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ "مخالفة أوامره"؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 32].


7- سوء الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].


والملاحظ في هذه الآية الشريفة أن الله سلب عقل مَن أساء الخطاب معه، فحكم عليه بأنه لا عقل له؛ فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات: 4].


وعلى العكس من ذلك، فمَن التزم الأدب معه - صلى الله عليه وسلم - فلهم مغفرة وأجر عظيم، بعد اجتيازهم امتحانهم ونجاحهم فيه؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3]

والذي يقرأ سورة الجمعة، وينهل من معانيها وأنوارها، ولا سيما وهي تتحدث عن أحكام صلاة الجمعة وآدابها؛ يجد أن الله - تبارك وتعالى - ما عاب على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركَهم لصلاة الجمعة وخطبتها [2] عند قدوم قافلة التجارة ولهوها، وإنما عاب عليهم تركَهم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، وفي ذلك تنبيه لهذا المقام الشريف عند ربه؛ قال - تعالى -: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الجمعة: 11].


وأكَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى، وأنهم لو تركوه كلهم وهو قائم؛ لسال بهم الوادي نارًا، فعن جابر بن عبدالله قال: "بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة إذ قَدِمت عِيرٌ إلى المدينة؛ فابتدرها أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لم يبقَ معه إلا اثنا عشر رجلاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده، لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحدٌ لسال بكم الوادي نارًا؛ فنزلت هذه الآية: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ﴾ [الجمعة: 11] [3].

8- من محبطات الاعمال التالي على الله
أيها الإخوة الكرام، من محبطات الأعمال في السنة النبوية المطهرة التألّي على الله، أن تقول: فلان كافر، فلان مشرك، فلان لن يرحمه الله، فلان لن يغفر الله له، من أنت ؟ أنت وصي على المسلمين، لا نكفر بالتعيين، هذا منهج لك، أن تقول: من قال كذا فقد كفر، من فعل هذا فقد كفر، أما أن تنصب نفسك وصياً على المسلمين، فتحدد مصيرهم الأخروي، هذا من شأن الله وحده، تقييم الأشخاص من شأن الله وحده.
سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عند أحد أصحابه الذين توفاهم الله، واسمه أبا السائب، سمع امرأة تقول، وكان من أصحاب النبي، وخاض معه الغزوات، تقول: هنيئاً لك أبا السائب، لقد أكرمك الله، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( وما أدراك أن الله أكرمه ؟ قولي: أرجو الله أن يكرمه، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم )) أرجو رحمة الله، ونحن جميعاً نرجو رحمة الله، ونرجو أن نكون من أهل الجنة، أما بالجزم وبالتحدي فهذا هو التألّي على الله، ولقد ورد أن رجلاً قال: (( والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عمل فلان )) إذاً: أن تنصب نفسك وصياً، وأن توزع ألقاب الكفر والشرك على الناس، وتعتقد أن الله لك وحدك، وأن الجنة لك وحدك، وأن كل من خالفك خارج عن ملة الإسلام، فهذا الذي جعل الشقاق بين المسلمين، وهذا الذي فتت جمعهم، ومزق وحدتهم، هذا الذي أضعفهم، حتى صار بأسهم بينهم.
وبالمناسبة أيها الإخوة، نحن حينما نحدث في الدين ما ليس منه نتفرق، ونكون شيعاً وأحزاباً، ويصبح بأسنا بيننا، وحينما نحذف من الدين ما علم منه بالضرورة نضعف، فبالزيادة نتقاتل، وبالحذف نضعف. السيدة عائشة قالت عن أختها: قصيرة، قال عليه الصلاة والسلام: (( لقد قلت كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))رواه الترمذي ابو داود عن عائشة رضي الله عنه
وقال صل الله عليه وسلم (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))عن ابي هريرة رضي الله عنه
يقول بعض العلماء: " كم من كلام منعني من أن أقوله حديث رسول الله ". المؤمن الصادق وقاف عند أحكام الشريعة. في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او يصمت\\ التالي على الله يحبط العمل
9-المن والاذى

قال تعالى;﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾يقول عليه الصلاة والسلام;(( إياكم والمن بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحو الأجر ))

حينما يمكنك الله أن تعمل عملاً صالحاً يجب أن تذوب شكراً لله عز وجل، أن مكنك من هذا العمل الصالح، إذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه إليك، كن موحداً وقد قال عليه الصلاة والسلام:
(( لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا عاق لوالديه، ولا منان ))
إن فعلت هذا لوجه الله فلك عند الله مقام كبير، لا تعبأ بشكر الناس، ولا بتقدير الناس، افعل المعروف مع أهله، ومع غير أهله، فإن أصبت أهله أصبت أهله، وإن لم تصب أهله فأنت أهله. وقال القرطبي: " المن يقع غالباً من البخيل والمعجب بنفسه، فالبخيل تعظم في نفسه العطية، وإن كانت حقيرة في نفسها، والمعجب بنفسه يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه منعم بماله على المعطى ".
10- الرياء
قال تعالى ﴿ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾
المراءون بأعمالهم يمكرون بالناس، يوهمونهم أنهم في طاعة الله، وهم بغضاء لله عز وجل، يراءون بأعمالهم، قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ أيها الإخوة الكرام، قال بعض المفسرين في قوله تعالى:﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾
أي ظنوا أن أعمالهم التي قدموها في الدنيا أعمالاً صالحة، ثم فوجئوا بأنها مع المراءاة أصبحت أعمالاً سيئة، لكن المرائي ـ دققوا ـ لا يستطيع أن يخدع المؤمن، وقد أوتي المؤمن بصيرة، وأوتي فراسة، ولا يستطيع أن يدجل، وأن يوهم إلا على غبي، فمن ظن أن الناس أغبياء فهو أغباهم. أيها الإخوة الكرام، قيل في قوله تعالى:
﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ كانوا يعملون أعمالاً كانوا يرونها في الدنيا حسنات، بدت لهم يوم القيامة سيئات، قال الإمام علي رضي الله عنه: << من علامات المرائي يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد عمله إذا أثني عليه، وينقص عمله إذا ذم به، المرائي يريد أن يغلب قدر الله فيه، هو رجل سوء، يريد أن يقول الناس: هو صالح، فكيف يقولون، وقد حلّ من ربه محل الإزدراء ؟ تستطيع أن تخدع بعض الناس لكل الوقت، وتستطيع أن تخدع كل الناس لبعض الوقت، أما أن تخدع كل الناس كل الوقت فهذا مستحيل، وألف ألف مستحيل، بل أن تخدع نفسك وربك ثانية واحدة، هذا من سابع المستحيلات:﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ والله عز وجل لا تخفى عليه خافية، علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما سيكون، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، يقول قتادة: " إذا راءى العبد يقول الله: انظروا إلى عبدي كيف يستهزئ بي. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: " الرياء يفسد العمل ". أيها الإخوة، الرياء أحد محبطات العمل.
هذا شيء، بالمقابل عمل صالح يمكن أن تتقرب به إلى الله، عمل ينفع المسلمين، لا أفعله لئلا يقول الناس عني: إنني محسن، هذا أيضاً من تلبيس إبليس، هذا أيضاً من مكر الشيطان
أيها الإخوة، خطب النبي ذات يوم فقال:
(( أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له بعض أصحابه: وكيف نتقيه، وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم ))

11- العجب
أيها الإخوة، من محبطات الأعمال العجب، لو لم تذنبوا لخفت عليك ما هو أكبر، ما الذي هو أكبر من الذنب ؟ أن تعجب باستقامتك، تتباهى بها، تستعلي بها على خلق الله، وأن تظن أن هذه الاستقامة من صنع يدك، وليست من توفيق الله عز وجل، الافتقار إلى الله معناه كما قال سيدنا يوسف:﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ أيها الإخوة، الصحابة الكرامة نخبة الخلق، أصحاب حبيب الله عز وجل هم على علو مكانتهم يوم حنين حينما قالوا: لن نغلب من قلة لم ينتصروا.
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾

دخل عبد الله بن المبارك إلى مسجده، وقد غص بالمصلين، فقال: يا رب، لا تحجبني عنك بهم، ولا تحجبهم عنك بي.
العجب شيء خطير جداً، المعجب بنفسه منقطع عن الله، مستغن عن الله، العجب أن ترى عندك شيئاً ليس عند أحد غيرك، يقول بعض العلماء: لا أذاقك الله طعم نفسك، فإن ذقتها فلا تفلح.
سيدنا عمر وهو على المنبر جاءه خاطر، ليس بينك وبين الله أحد، فقال: << كنت عميراً، كنت أرعى إبلاً على قرارير لبني مخزوم ـ لم يفهم الصحابة الكرام ما علاقة هذا الكلام بخطبته، فلما نزل سئل، قال: جاءتني نفسي فقالت لي: ليس بينك وبين الله أحد، فأردت أن أعرفها قدرها >>. وقال الديلمي: "إن العجب يحبط عمل سبعين سنة ". وبعض التابعين التقى بأربعين صحابياً ما منهم واحد إلا وهو يظن نفسه منافقاً لشدة خوفه من الله وتواضعه. عملاق الإسلام سيدنا عمر يأتي حذيفة بن اليمان يقول له: << بربك اسمي مع المنافقين ؟ >>. من علامة المؤمن التواضع، وعنده قلق مقدس، هذا القلق يخشى ألا يكون عند الله مرضياً.ويقول عليه الصلاة والسلام

(( شرار أمتي المعجب بدينه، المرائي بعمله، المخاصم بحجته )) والرياء شرك هو أخفى من دبيب النملة السمراء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، و أقله وأدناه أن تغضب من نصيحة صادقة، أو أن ترضى على معصية ظاهرة.
12- الجراة على المعاصي في الخلوات
أيها الإخوة، من محبطات الأعمال الجرأة على المعاصي في الخلوات.عن ثوبان عن النبي صل الله عليه وسلم (( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباءً منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا ؟ قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )) لذلك قال بعض الصالحين من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله.
13- ظلم الناس والاعتداء عليهم بالقول والعمل وقبل أن أنتقل إلى هذا البند يقول بعض الصالحين: " إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم إنهم لفي عيش طيب "، أي أن المخلص ليس المعجب، وليس المشرك، وليس المنان، المخلص يجد حلاوة في قلبه لا توصف، فهذا الصالح يقول: " إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم إنهم لفي عيش طيب ". ويقول عالم آخر: " إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك، وانشراحاً فاتهمه، فإن الله تعالى شكور "، يعني أنه لا بد من أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه، وانشراحاً في صدره، وهذا معنى قوله تعالى:﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ أي ذاقوا طعمها بإخلاصهم، أما المراءون والمعجبون والذين ينتهكون حرمات الله في خلواتهم يستخفون من الناس، ولا يستخفون من الله، وهو معهم، لذلك كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: (( أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ))

من انواع ظلم ظلم الاعراض

(( من كانت له مظلمة لأحد من عرضه، أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فحملت عليه ))

والحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( أتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ، وَلَا دِينَارَ، وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )) هذا هو المفلس، قال تعالى:﴿ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ شيء خطير أن يكون العمل سيئاً، والعبادات تامةً.

ظلم الاموال من أبواب الظلم الركون إلى الظلمة ومداهنتهم، المؤمن يداري، ولا يداهن والمداراة بذل الدنيا من أجل الدين بينما المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا.
أيها الإخوة، ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( سيكون من بعدي أمراء يغشاهم غواش من الناس، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأنا منه بريء، وهو بريء مني، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فأنا منه وهو مني ))
ولا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لئلا تحبط أعمالم الصالحة.
14د الحسد أيها الإخوة ومن محبطات الأعمال الحسد، الحسد أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك، وأن تصير إليك، هذا مستوى، المستوى الأسوأ أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك دون أن تصل إليك، والأسوأ و الأسوأ أن تسعى أن تزيل النعمة عن أخيك، والحسد جهل بالله عز وجل

الحسد المجازي لكن هناك حسد مجازي، أن تتمنى ما عند من تفوقوا في أعمال الخير، أن تتمنى أن يكون لك عمل مثلهم دون أن يزول عنهم هذا مقبول وسماه العلماء الغبطة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لا حسد إلا في اثنتين، رجل أتاه الله علماً فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار، ورجل أتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار ))

أيها الإخوة، قالوا: " الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء "، إبليس حسد سيدنا آدم " وأول ذنب عصي به الله في الأرض قابيل وهابيل " فالحسد خطير، والحسد ليس شراً " لكنه ينطلق من بنية حيادية، تمنّ الخير لنفسك، فإن تمنيت ما عند أهل الدنيا، وآلمك ذلك فأنت لا تعرف الله، لا تعرف التوحيد إطلاقاً، وإذا تمنيت ما عند أهل الحق من خير دون أن ينحاز عنهم لك أجر بهذا.
15- الغيبة أيها الإخوة، والغيبة أيضاً أن تذكر أخاك بما يكره، لذلك قال أحدهم لإنسان: " لقد اغتبتني، قال: ومن أنت حتى أغتابك ؟ لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أبي وأمي، لأنهم أولى بحسناتي منك ".
يجب أن تعلم علم اليقين أن الذي يغتاب الناس لا بد من أن تكتب حسناته إليهم يوم القيامة.
يقول بعض العلماء: " لولا أني أكره أن يعصى الله لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا وقد اغتابني، لأن كل حسناتهم إلي ".
ويقول بعضهم: " منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحداً قط ".
والإمام البخاري يقول: " ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها ".
ثناء الناس لايحبط العمل لكن أيها الإخوة، هناك استثناء دقيق، ثناء الناس لا يحبط العمل، إذا ألقى الله محبتك في قلوب الخلق، وهم يلهجون بالثناء، هذا لا علاقة له بإحباط العمل، هناك أحاديث كثيرة سماها النبي بشارةSad( يا رسول الله، أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه ؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن ))
إذا أحب الله عبداً ألقى محبته في قلوب الخلق، فإذا أثنوا عليه ينبغي أن يشكر الله أن الله مكنه من هذا العمل، وألقى محبته في قلوب الخلق، وهذا يؤكده قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ ﴾ أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين. الموقع شبكة الاولكة \ موقع موسوعة النابلسي










































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
احذر محبطات الاعمال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: القسم لاسلامي العام-
انتقل الى: