احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين الحياء وقلة الأدب !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

بين الحياء وقلة الأدب !! Empty
مُساهمةموضوع: بين الحياء وقلة الأدب !!   بين الحياء وقلة الأدب !! Emptyالأحد أغسطس 10, 2014 11:57 am

بين الحياء وقلة الأدب !!

زعموا أن أعرابياً من بلاد الشام انطلق للحج على دابته ، وسار قاطعاً الصحراء باتجاه مكة المكرمة ، وفي الطريق التقى برجل تقطعت به السبل فلا ماء ولا طعام ولا دابة ، فحمله على دابته حتى وصلا إلى واحة ، فقام بتقديم الطعام والشراب للغريب ، حتى إذا اطمأنت نفسه وهدأت غافل صاحب الدابة وركبها وانطلق هارباً ، دون أن يترك هذا المعروف والإحسان أي انطباع في نفس هذه الغريب ، وقبل أن يختفي عن الأنظار ناداه صاحب الدابة ، فالتفت إليه الغريب ، فقال له صاحب الدابة : ليس مهماً أن تأخذ دابتي ولكن لا تخبر بفعلتك أحداً حتى لا تنعدم المروءة بين الناس ، وانطلق الغريب لا يلوي على شيء .



ومن أيام وأنا أحاول أن أتواصل مع أحد أصدقائي ، أصابني الملل وأنا أدق عليه ، ولا يجيبني سوى صوت الحسناء ، وهي تخبرني بأن الرقم المطلوب إما أن يكون خارج نطاق التغطية وإما أن يكون مغلقاً ، لله درها لا تكل ولا تمل ، ومرت أيام وأنا على محاولاتي وهي على جوابها ، بعدها قررت أن اذهب إليه لأطمئن عليه ، ولأعرف منه خبر هاتفه وقصة تلك الحسناء التي أثارني هدوئها ، ووجدت صديقي الطيب فوق العادة ، سليماً معافى ، وكلما ما في الأمر أنه قد خسر هاتفه ومحفظته الشخصية ، فقد استنجد به أحدهم وطلب منه مكاناً ينام فيه وبعض الفلوس ، فما كان من صاحبي إلا أن وفر له طعاماً وشراباً ومبيتاً ، ووضع أم عامر في بيته واطمئن لها ، ولم يستيقظ إلا واللئيم قد ذهب وبحوزته جهازه ومحفظته ، وباب مغلق خلفه .



موقف صديقي الطيب مع أمهات عامر كثيرة ، كان يقابله بحمد الله وشكره ، وكان يدفعني إلى أن أعاتبه على طيبته وحيائه ، ولكنني أتذكر قصة الرجلان اللذين كان يعاتب احدهما الآخر على حيائه ، وهو يقول له : إنك تستحي ، وكأنه يريد أن يقول : إن الحياء قد أضر بك ، فزجره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال : " دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير " ( متفق عليه ) فأتوقف وامسك ، فصديقي ، وسط ملاحظة عابرة بألا يثق بإنسان إلا بعد تجربته ومعرف أخلاقه ، مدركاً أن حيائه هذا لا يأتيه إلا بالخير ، فحيائه هذا لم يكن يمنعه من أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فأينما وجدته يأمر بالمعروف وينهى بالمنكر ، وكثيراً ما تجد كلماته تلقى طريقها إلى القلوب وتعمل عملها في النفوس ، فإذا ركب سيارة أو استقل حافلة طلب من صاحبها أن يغلق الأغاني ،


وإذا رأى رجلاً يدخن في مكان عام أو بداخل حافلة ، يأمره وبكل أدب أن يتخلص من سيجارته ، مرفقاً ذلك بعبارات لطيفة ، وتذكرة بضرر هذا السم على المدخن وغيره ، وإذا مرت به فتاة محجبة قد أظهرت قدمها بدون أن تقوم بتغطيتها ، فيمر بجانبها وبدون أن يلتفت إليها ويكلمها : يا أختاه بارك الله بك لا يجوز أن تكشفي عن قدمك فهي عورة . والأصل في إظهار القدم التحريم ، وهذا أمر شاع بين أخواتنا المحجبات ، فبتنا يخرجن وأقدامهن مكشوفة غير مستورة ، بينما هذا مخالفة واضحة وبينة للشرع فالقدم عورة والكشف عنها أمر محرم عند جميع المذاهب ، ولا خلاف فيه البتة عندما ذهب إلى أن الوجه والكفين عورة أو من ذهب إلى أنهما ليسا بعورة . وكأن حال صاحبي الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، والصابر على ما أصابه ،


كما قال الإمام النووي – رحمه الله – : " وأما كون الحياء خيراً كله ، ولا يأتي إلا بخير ، فقد يشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحيي أن يواجه بالحق من يجله ، فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة ، وجواب ذلك ما أجاب به جماعة من الأئمة منهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – رحمه الله – : إن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف ، أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي ، وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ، ويمنع التقصير في حق ذي الحق ، ونحو هذا " شرح النووي على مسلم 1 / 112 ، فلله در حيائه ، ولله ما أروعه في إكرامه للناس ، وإحسان الظن بهم ، وما أبهاه وما أصبره :



يُغضي حياء ويًغضا من مهابته ... فلا يكلم إلا حين يبتسم


وإما انتم يا أمهات عامر ، يا عديمي الشرف وفاقدي الكرامة ، يا من لا تعرفون معنى أن يكون الإنسان صاحب حياء وصاحب مروءة ، يا من أمرتم بالمنكر ونهيتهم عن المعروف ، فيكفيكم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْىِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " رواه البخاري ، ورحم الله المتنبي ، عندما قال :



إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
بين الحياء وقلة الأدب !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: القسم لاسلامي العام-
انتقل الى: