احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أداء الأمانة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

أداء الأمانة  Empty
مُساهمةموضوع: أداء الأمانة    أداء الأمانة  Emptyالإثنين أغسطس 18, 2014 9:03 am

الحمدُ للهِ الذي عظّمَ شأنَ الإخلاصِ والصِّدْقِ والأمانةِ, وشنّعَ أمرَ النفاقِ والكذبِ والخيانةِ, وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك لهُ أَمَرَ بكلِّ ما فيه السعادةُ والسلامة, وأشهد أنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ بلَّغَ الرسالةَ وأدّى الأمانةَ ونصحَ لأُمّةِ الكرامةِ, فصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه وعلى آله وصحبِهِ والتابعينَ بإحسانٍ إلى يومِ القيامة.

أما بعد:
فأوصيكُمْ – عبادَ اللهِ – ونفسي أوّلاً بتقوى اللهِ تعالى؛ فإنها وصيتُهُ سـبحانَهُ للأولينَ والآخِرين قال تعالى:} ولقد وصّينا الذينَ أوتوا الكتابَ مِنْ قبلِكُمْ وإيّاكُمْ أنِ اتّقوا الله[ }النساء:131[.

أيها المسلمون:
إِنَّ مِن مكارمِ الأخلاقِ وأعظمِ الصفاتِ التي دعا إليها دينُنا الحنيفُ: حِفْظَ الأمانةِ وأداءَها إلى أصحابِها, فقال المولى عزَّ وجلَّ في كتابِهِ الكريم: } إنّ اللهَ يأمرُكُمْ أن تؤدّوا الأماناتِ إلى أهلِها وإذا حكَمْتُمْ بينَ الناسِ أن تَحْكُموا بالعدلِ إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنّ اللهَ كان سميعًا بصيرا[ }النساء:58[.

وبَيَّنَ لنا رسولُنا الأمينُ - عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ – أنَّ خيانةَ الأمانةِ إنما هيَ مِنْ صفاتِ المنافقينَ, فقال r فيما رواه أبو هريرةَ t: "آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حَدَّثَ كذَب, وإذا وَعَدَ أَخلَف, وإذا اؤْتُمِنَ خان"[متفقٌ عليه].

ولهذا أَمَرنا r بِعَدَمِ خيانةِ مَنْ خاننا, فعن أبي هريرةَ t, عن النبي r أنه قال: " أَدِّ الأمانةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَك, ولا تَخُنْ مَنْ خانك" [أخرجهُ أبو داودَ والتِّرمذي].
وبهذا أُمِر رسـولُ اللهِ r مِنْ قِبَلِ ربِّه ومولاه؛ حتى مع المشركينَ الكافرينَ, فقال تعالى: }وإما تخافنَّ مِنْ قومٍ خيانةً فانبِذْ إليهمْ على سواءٍ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخائنين [ }الأنفال:58[.
ولَقَدْ أخبرَنا رسولُنا الكريمُ r أنَّه سيأتي يومٌ تُرفعُ فيه الأمانةُ, فعن حُذيفةَ ابنِ اليمانِ رضي اللهُ عنهما قال: حدَّثنا رسولُ اللهِ r حديثَيْنِ قد رأيتُ أحدَهما, وأنا أنتظرُ الآخَر: حدّثنا أنَّ الأمانةَ نزلَتْ في جَذْرِ قلوبِ الرجال, ثم نزلَ القرآنُ فعَلِموا مِن القرآن وعلِموا مِن السُّنة, ثم حدّثنا عن رفعِ الأمانةِ فقال: " ينامُ الرجلُ النومةَ فتُقبضُ الأمانةُ مِنْ قَلْبِهِ فيظلُّ أثرُها مثلَ الوكْت" [ وهو الأثر اليسير] إلى أن قال r: " فيُصْبِحُ الناسُ يتبايعون, فلا يكادُ أحدٌ يؤدي الأمانةَ حتى يقالَ: إنَّ في بني فلانٍ رَجُلاً أمينًا, حتى يقالَ للرجل: ما أجلَدَهُ ما أظرفَهُ ما أعقَلَه ! وما في قلبه مثقالُ حبةٍ مِن خردلٍ مِن إيمان " [متفقٌ عليه].

عبادَ الله:
وليستِ الأمانةُ مقصورةً في معناها على حفظِ الأشياءِ المادِّيةِ فحسْبُ, بل هي أشملُ مِنْ ذلكَ وأعمُّ؛ إذْ هيَ تشملُ الأمورَ الحِسيةَ والمعنوية, فالعدْلُ بينَ الرعيةِ والأولادِ والزوجةِ وغيرِهم مِنَ الأمانة, وقولُ كلمةِ الحقِّ حيثُما كانتْ مِنَ الأمانة, والشهادةُ والتزكيةُ للناسِ مِنَ الأمانة, والمحافظةُ على أعراضِ الناس وحُرُماتِهم وأخلاقِهم مِنَ الأمانة, وبالجُملةِ: فحِفظُ الدِّينِ بكلِّ ما فيه مِن أوامرَ وزواجرَ, هو مِن الأمانةِ التي استرعانا اللهُ تعالى إياها, وعلى هذا فُسِّر قولُ المولى عز وجل في كتابِهِ العزيز: } إنا عَرَضْنا الأمانةَ على السمواتِ والأرضِ والجبالِ فَأَبَيْنَ أن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنْها وحمَلَها الإنسانُ إنّهُ كان ظَلومًا جهولا[ }الأحزاب:72[.
والأمانةُ هنا: راجعةٌ إلى جميعِ التكاليفِ الشرعيةِ التي مَنْ قامَ بها أُثيبَ, ومَنْ تَرَكَها عوقبَ, فَقَبِلَها الإنسانُ على ضعفِهِ وجهلِهِ وظُلْمِهِ.
والأمانةُ- أيُّها المسلمونَ – مِنَ الأخلاقِ المجيدةِ, والصفاتِ الأكيدةِ, التي يجبُ أن تكونَ متحققةً فيمَنْ يتولىّ أمرَ المسلمينَ, فيكونَ صادِقًا مُخْلِصًا, يُقَدِّمُ المصلحةَ العامّةَ على مَصلَحتِه الشخصيةِ أو الفئوية, وأنْ تتحقَّقَ فيهِ صفةٌ أخرى كذلك وهي القوة؛ بأن يكون كفئًا قادرًا على تحمل المسؤولية, كما ذَكَرَ اللهُ عزّ وجلَّ في قولِ إحدى ابنتيِ الرجلِ الصالحِ لأبيها عَنْ موسى عليه الصلاةُ والسلامُ: }يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خيرَ مَنِ استأجرْتَ القويُّ الأمين[ }القصص:26[, ولَنْ يَنجُوَ المسلِمُ الذي يَنْتَخِبُ مِنَِ المسؤوليةِ أمامَ الله تعالى إلاّ إذا قامَ بالاختيارِ على هذا الوجهِ الصحيح.
ومِن حِفْظِ الأمانةِ – عبادَ اللهِ – أنه لا يجوز لأيٍّ مِن الناخبينَ أن ينقلَ اسمَهُ نقْلاً صوريًّا غيرَ حقيقيٍّ مِن منطِقَتِهِ الانتخابيةِ إلى منطقةٍ انتخابيـةٍ أخرى؛ لأنه نوعٌ من التزوير يخالف الأمانةَ فهو محرّم.
أيها المؤمنون:
أَلاَ وإنَّ مِن أخطرِ الخطَرِ, وأفظعِ الشَّرَرِ: انتشارَ الرّشوةِ بين أفرادِ المجتمعِ؛ فإنها مِن أعظمِ صُوَرِ تضييعِ الأمانة التي أمرنا اللهُ تعالى بحفظِها, فهي سببٌ للتنازلِ عنِ الحقوق, وأداةٌ لشراء ذِمَمِ الناس, وطريقٌ فجٌّ لهدْمِ الدُّنيا والدِّين, فالذي يشتري ضمائرَ الناسِ يبيعُ ضميرَه, والذي يُغري الناسَ بمالٍ أو جاهٍ ونحوِهما يبيعُ وطنَه ومجتمَعَه.
ومِنْ أجْلِ هذا, فقد كانتِ الرشوةُ في الإسلامِ مِن كبائرِ الذنوبِ والآثامِ, وعظائمِ الجرائمِ والأوزارِ, وهي كذلك في قانونِ البشرِ, وقد جاءَ النَّصُّ النبويُّ في هذا حاسمًا قاطعا, وواضحًا ساطعا, لا يقبل تحريفًا ولا تأويلا, فقال ثوبانُ t: "لَعَنَ رسولُ اللهِ r الراشِيَ والمرتشيَ والرائِشَ ", يعني: الذي يمشي بينهما. [أخرجه أحمد].
وحَذارِ أيُّها المسلمونَ مِن تسميةِ الأشياءِ بغيرِ اسمِها؛ فإنَّ العبرةَ بحقيقةِ الأمرِ ومَخْبَرِه, وإنْ زُيِّنَ في شَكْلِهِ ومظهرِه, فتسميةُ الرشوة بالهديّةِ أوِ العطيةِ, أو المساعدةِ أو الإعانةِ, أو غيرِ ذلك من الأسماء: لا تخفى على جبّارِ الأرضِ والسمواتِ, وعالمِ الظواهرِ والمكنوناتِ, وإنَّ إغراءَ المرشَّحِ للناخبِ بشيءٍ مِنَ المالِ أو المنفعةِ مقابلَ إعطائِهِ صوتَه هو صورةٌ مِنْ صُوَرِ الرشوةِ المحرَّمة, كما لا ينبغي للمرشَّحِ أنْ يأخُذَ على الناخبِ عهدًا أو ميثاقًا أو قَسَمًا بأنْ يُعطِيَه صوتَه.
ومما يَجدُرُ التنبيهُ عليه في هذا الموضوع: أنه لا يجوزُ لأحدٍ أنْ يُجْبِرَ غيرَهُ على انتخابِ أيِّ مرشَّحٍ, سواءً أكانَ رَجُلاً أمِ امْرأةً, بَلْ إنَّ لِكُلِّ ناخبٍ الحُريَّةَ التامَّةَ في اختيارِ مَنْ يراه كُفْئًا لِشَغْلِ هذا المنصبِ الـمُهِمّ؛ لأن الانتخابَ يُعَدُّ شهادةً وتزكيةً.
باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم, ونفعني وإياكمْ بما فيه مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الحكيمِ, أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ فاستغفروهُ إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ الذي خَلَقَ الإنسانَ وعلَّمَهُ البيانَ, وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مَنَحَ الإنسانَ مِن نِِعَمِهِ وبِرِّهِ فصاحةَ اللسانِ, وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ حذّرَنا مِن فُحْشِ الكلامِ والبُهْتانِ, اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آله وأصحابِهِ أهلِ الذِّكْرِ والقرآن, وعلى مَنْ تَبِعَهُمْ إلى يوم القيامةِ بإحسان.

أما بعد:
فيا عبادَ اللهِ: اتقوا اللهَ تعالى حَقَّ تقواه, واعملوا بطاعَتِهِ ورِضاه.

أيها المسلمون:
اعلموا – رحمني اللهُ وإيّاكم – أنَّ المسلمَ مسؤولٌ عن سمعِهِ وبصرِهِ ولسانِهِ يومَ القيامة, فإمّا الربحُ والكَرامةُ, وإمّا الخسارَةُ والنّدامةُ, قال اللهُ تعالى: } ولا تَقْفُ ما ليس لكَ بِهِ علمٌ إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنهُ مسؤولا[ }الإسراء:36[,وفي ذلك اليوم تَشْهَدُ الجوارحُ والألسِنةُ على صاحبِها قال تعالى}يومَ تَشْهَدُ عليهمْ ألسنتُهُمْ وأيدِيهِمْ وأرجلُهُمْ بما كانوا يعملون [ }النور:24[.
فعلى المسلمِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ: أن يَحفظَ سمعَهُ ولسانَهُ عنِ الغيبةِ والنميمةِ, والسَّبِّ والتجريحِ, والكذبِ والافتراءِ, وعن كلِّ كلامٍ محرَّم, وأن لايَنْقُلَ كلَّ كلامٍ يَسْمَعُهُ؛ فإنَّ مَنْ صَنَعَ ذلك وقعَ في الخطإ لا محالةَ؛ لأنَّ الأخبارَ لا تخلو غالبًا مِنَ الكذبِ, ولهذ قال رسـولُنا الكريمُ r: " كفى بالمرءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكلِّ ما سَمِع " [أخرجه مسلم].

عبادَ الله:
إنَّ أَعْظَمَ الأعضاءِ خطرًا على الإنسان: الفَرْجُ واللِّسَان, ومَنْ ضَمِنَ حِفْظَهُما ضَمِنَ لهُ رسولُ اللهِ r الجنةَ, ولمّا أَخَذَ النبيُّ r بِلِسانِهِ وقال لمعاذٍ:" كُفَّ عليك هذا ", قال: يا نَبِيَّ اللهِ: وإنّا لمؤاخَذونَ بما نَتَكَلَّمُ به ؟! فقال: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وهلْ يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهِمْ – أو قال: على مناخِرِهِمْ – إلا حصائدُ ألسنتِهِمْ ؟!" [أخرجه التِّرمذي].
وعلى المسلمِ - كذلك - أنْ يَعْلَمَ أنّ الاختلافَ بينَ الناسِ أَمْرٌ واردٌ, وأنَّ عقولَ البشرِ متفاوتةٌ, وأنَّ المطلوبَ مِنَ المسلمِ إذا خالفَ غيرَه أنْ يُراعيَ أدبَ الخلافِ والحِوارِ, فلا يجادلْ إلا بالتي هي أحسنُ, فلا يَسُبَّ ولا يستهزئَ ولا يفتري, ولا يَحْمِلَ الناسَ إلا على محامِلِ الخيرِ ما دامَ يَجِدُ لذلك سبيلا, فيحفظَ فؤادَهُ مِنْ سوءِ الظَّنِّ, كما أمرَ الله تعالى بقولِهِ: } يا أيُّها الذين آمنوا اجْتَنِبُوا كثيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بعضَ الظَّنِّ إثم[ }الحجرات:12[.
فَلْيَجتهدِ العاقلُ في حفظِ لسانِهِ, ولْيَتَّقِ اللهَ تعالى في نفسِهِ وجَنانِهِ, ولْيُراعِ حروفَهُ وكلماتِهِ, ولْيَحْذَرْ مِنْ زَلَلِـهِ وهَفَواتِهِ؛ فإنَّ اللهَ مع المتقين.

إذا رُمْتَ أنْ تَحيا سليمًا مِن الرَّدَى ودِينُكَ موفورٌ وعِرْضُــــكَ صَيِّنُ
فلا يَنْطِقَنْ منكَ اللســــانُ بسَـوْأةٍ فكلُّكَ سوآتٌ وللناسِ ألسُــنُ
وعَينُكَ إِنْ أبدتْ إليـــــــكَ معائبًـا فدَعْها وقلْ يا عَيْنُ للناسِ أَعْيُنُ
وعاشِرْ بمعروفٍ وسامحْ مَنِ اعتدى ودافِعْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ

اللهم سَدِّدْ ألسنتَنا, وتقبَّلْ توبتَنا, واغْسِلْ حَوْبَتَنا. اللهم أَرِنا الحقَّ حقًّا وارزقْنا اتِّباعَه, وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقْنا اجتنِابَه. اللهمَّ أَصْلِحْ لنا بَلَدَنا مِنْ رُعاةٍ ورَعِيَّةٍ, وأَبْعِدْ عنّا الفِتَنَ والشرورَ وكلَِ رَزِيَّة, واجعلِ اللهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين, وتقبل اللهُمَّ شهداءَنا وشهداءَ المسلمينَ أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
أداء الأمانة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل يُـعد رفض السماوات والأرض والجبال حمل الأمانة عصيان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: خطب جمعة مكتوبة-
انتقل الى: