احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وسائل دفاعية للنجاة من الانزلاق في المعاصي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

وسائل دفاعية للنجاة من الانزلاق في المعاصي Empty
مُساهمةموضوع: وسائل دفاعية للنجاة من الانزلاق في المعاصي   وسائل دفاعية للنجاة من الانزلاق في المعاصي Emptyالخميس أغسطس 21, 2014 11:20 am

(الحلقة الأولى)




كلما كنت واقعياً في التعامل مع الفتن والمصاعب التي تتهدد إيمانك بالنقصان والضعف؛ كلما أعانك الله على تجاوزها والتغلب عليها برحمته!! لاسيما لو أقرنت هذه الواقعية بإمداد قلبك بالزاد الإيماني اللازم؛ لإعانتك على التحصن بركن الله المتين!!


فالأصل أن كل صادق في طلب النجاة يحاول تجنب الوقوع في المعاصي والمنكرات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ويبذل قصارى جهده في الاحتراز منها بشكل تام، ولكن على الرغم من تلك المصداقية في محاولة تحقيق ذلك الاحتراز، إلا أنه في نهاية المطاف (بشر) وغير معصوم من الزلل، وقد تنزلق قدمه وقوعاً في بعض الزلات عمداً أو عن غير عمد، لذا عليه أن يستوعب بواقعيته تلك (الشعرة) الدقيقة ما بين كونه يسعى إلى المصداقية المتناهية مع ربه، وبين إدراكه في نفس الوقت لبشريته المقرونة بنقصه!!


وبالتالي عليه كلما زلت به قدمه، أن يتدارك نفسه سريعاً بالتوبة والإنابة، حتى يغالب قوى الشر في نفسه، ولا يجعل للشيطان عليه سبيلاًبدواعي القنوط بأي حال من الأحوال، مهما عظم ذنبه، وفرط منه عقد المحاسبة والمراقبة لربه!!


هذه الواقعية في التفكير، يفوت بها العبد على شيطانه أعظم فرص السيطرة عليه، ويوصد أمام وجهه أكبر أبواب النفاد إليه، لأته وباختصار شديد، يظل ملازما لباب الرجاء في رحمة ربه، فلا يجد الشيطان إليه سبيلاً!!


أما أن يتوهم نفسه ملكاً مقرباً، أو عبداً معصوماً من الخطأ؛ فإذا ما زلت قدمه انهار واستسلم تماماً تحت وطأة تقنيط الشيطان له وتيئييسه من رحمة ربه!! وبالتالي يصير ألعوبة سهلة بيد هذااللعين!! كي يهيمن عليه ، ويغرس في نفسه مشاعر اليأس والخسران!!


لذا وجب على كل واحدٍ منَّا العلم بأن نفسه ما هي إلا ساحة رحبة للصراع بين نوزاع الخير و نوزاغ الشر، وعليه العلم كذلك بأن زيادة إيمانه أو نقصانه، واستجابته لفعل الخيرات أو وقوعه في المعاصي، إنما هو نتاج لمجموعة من العوامل المتداخلة، إذا زادت أحداها نقصت الأخرى، وتغيرت بناء على ذلك معايير الإيمان والشفافية في النفس!!


بل إن من تلك العوامل ما هو قوي التأثير؛ لدرجة أن بإمكانه وحده تشكيل حواجز نفسية منيعة، ومنها ما هو مجرد داعم للعديد من مختلف تلك المؤثرات!! وحتى يكون الحديث أكثر وضوحاً، دعونا نضرب أمثلة عملية على ذلك!!


فتخيلوا معي حال عبد بدأ يومه بصلاة ركعتين في الثلث الأخير من الليل، وأكرمه الله بالخشوع والبكاء فيهما والعزم على التوبة والإنابة، ثم أتبع ذلك بصلاة الفجر في جماعة، وتلاها بأذكار الصباح، ثم ذهب إلى عمله بنفسية صافية عازماً على تجنب المنكرات، محاولاً وسعه أن يكون داعياً إلى الله في وسط عمله، ثم رجع بعدما صلى الظهر في جماعة إلى بيته، فبدأ بمصافحة والديه وتقبيل أيديهما، قاضياً لهما حاجتهما وحاجة أسرته، ثم صلى العصر في جماعة المسجد، وتلى ذلك بأذكار المساء، وتجنب قدر المستطاع الاختلاط بأي بيئات بها منكرات، ثم سارع إلى صحبة المسجد في صلاتي المغرب والعشاء، وربما أكرمه الله بحضور درس أو محاضرة بينهما.


فهذا العبد دون أن يشعر؛ قد أكرمه الله بمجموعة من المؤثرات الإيجابية التي أضحت بمثابة الحصن الحصين له من الوقوع في المعاصي، بل أضحت تمثل الزاد الإيماني لنوزاع الخير في نفسه، وبالتالي يصعب عليه التدني بفعل المعاصي!!


على خلاف من لم يعباً أصلاً بتأدية صلاة الفجر، وإذا أدَّاها؛ صلَّاها مع طلوع الشمس بنفس كسولة متثاقلة، ثم قضى بقية يومه حسبما توجهت به أهواؤه، واشتهته نفسه، ولم يحدث نفسه لا بطاعة ولا حَمَل هم دعوةٍ، بل لم تكن مراقبةُ الله عز وجل أصلاً حاضرة في وجدانه ولا في تصرفاته، فإن مثل ذلك العبد، قد فتح أمام الشيطان جميع المنافذ إلى نفسه، وسلَّم له جميع مفاتحها، وعليه فقد أضحى بالفعل نائياً في أرض الضياع، يتلقى الطعنات تلو الطعنات، وهو واهنٌ أمام عجز نفسه وقوة شيطانه ورغبات نفسه!!


وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً في بيان العوامل المؤثرة على كلا النوعين، وكيفية الاستفادة منها؛ تابعوا معي الحلقة الثانية . . وبالله التوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
وسائل دفاعية للنجاة من الانزلاق في المعاصي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: القسم لاسلامي العام-
انتقل الى: