احرار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عن الاسلام والمحاضرات والدروس والقران والتاسير والعلوم القرانية والحديث وشرح ومعناه وققص الصحابة والسلف والتابعين والصالحين والمرئيات والصوتيات والفتاوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضل العلم، وماذا يطلب من العلماء؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1410
تاريخ التسجيل : 07/05/2014

فضل العلم، وماذا يطلب من العلماء؟ Empty
مُساهمةموضوع: فضل العلم، وماذا يطلب من العلماء؟   فضل العلم، وماذا يطلب من العلماء؟ Emptyالأحد سبتمبر 21, 2014 11:51 am

العلماءُ ورثة الأنبياء، والمسلم الحقُّ يوقِّرهم، ويرجع إليهم لمعرفة دين الله تعالى.

عن أبي الدَّرداء - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سَلَكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سلك الله به طَريقًا من طُرُق الجنَّة، وإن الملائكةَ لتضَعُ أجنحَتَها رِضًا لطالبِ العلم، وإن العالمَ ليستغفِرُ له مَن في السَّماوات والأرض، والحيتانُ في جَوف الماء، وإن فضلَ العالم على العابد كفضل القمر ليلةَ البدر على سائرِ الكواكب. وإن العلماء ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا، ولا درهمًا، ورَّثوا العلم، فمَن أخذَهُ أخذ بحظٍّ وافر)) [1].

وقال الحافظ ابن حجر[2]: وشاهدُه في القرآن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: 32].

وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس من أمتي من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحَم صغيرَنا، ويعرف لعالمنا حقَّه)) [3].

والعالم في المجتمع الإسلاميِّ ذو شأن كبير، يوقَّر ويحترم، ويُعرَف حقُّه في المجتمع.

وحقُّ العالم على أمته أن تسمعَ له إذا قال، وأن ترجعَ إليه في أحكام الشريعة، وأن تتَّبعَه إذا أفتى.

هؤلاء العلماءُ الذين يمثِّلون القيادةَ الفكرية: ماذا يُطلَب منهم؟ الحق أن هناك مهمَّات كثيرة تُطلَب منهم، ولكني سأذكر أمرين اثنين:
الأول: أن يُشاركوا في الأمور العامَّة، فيوجِّهون، ويأمرون بالمعروف، وينهَون عن المنكر، ويُعلنون حكم الله بكلِّ أمانة، ولا يخشَون في الله لومةَ لائم، ويستخدمون وسائلَ الاتصال بالآخَرين؛ من صِحافَة وإذاعة، وتلفاز وشابِكَة (إنترنت)، ويقومون بواجباتهم بالحكمة والرِّفق واللين.
والأمر الثاني: أن يقوموا ببناء النفوس ويربُّوا الشباب فكريًّا وخُلقيًّا، وبدنيًّا وروحيًّا، وَفق منهاج مدروس؛ ليكونوا مسلمين حقًّا، داعين عاملين، قادرين على حمل رسالة الإسلام إلى العالم كلِّه، وعلى إنشاء المجتمع الإسلاميِّ المنشود.

وليس من شك في أن الخطوةَ الأولى في هذه التربية الناحيةُ الفكرية المتمثِّلة في العلم والتعلم.

وقبل أن نذكرَ فروع هذه التربية الفكرية أودُّ أن أتحدَّث عن أمورٍ تتصل بالدعاة والعلماء أنفسِهم[4].

يجب أن يكونَ العالم الداعية متمكِّنًا من الأمور التي يتحدَّث بها؛ ليكونَ كلامه واضحًا مؤثرًا.

حضرتُ محاضرةً فكرية لإنسان مثقَّف، فكان كلامه غامضًا، لقد تكلَّم كثيرًا يريد شرحَ فكرته، ولكنه لم يستطع أن يوصلَ المعلومة إلى مستمعيه؛ ذلك لأن المعانيَ التي كان يريدُ تقريرَها كانت - فيما يبدو - غامضةً عنده!

إن المرء عندما يكون عارفًا لما يقول، متمكِّنًا فيه يكون كلامه واضحًا.

قد يرضى فريقٌ من الناس في مجال الشعر بالغُموض، فهؤلاء لهم رأيهم - وإن كنَّا لا نشاركهم فيه، ولكن هذا لا يمكنُ أن يكونَ مقبولاً في مجال الدعوة الإصلاحيَّة التي ينتظرُها المخلصون من رجال الأمَّة.

ويجب أن تكونَ الطريقة التي يعرض بها الداعيةُ فكرته طريقةً جذَّابة منطقية مقبولة مترابطة متماسكة معتمدة على ضرب الأمثال[5].

وينبغي أن تكونَ الروح التي تسودُ كلامه روحَ التواضع، ويجب أن يكونَ كلامه مصبوغًا بمحبَّة الآخرين، وأن يتركَ للسامعين مجالَ الاختيار في قبول رأيه، والمناقشة والاستفسار عمَّا خفيَ عليهم أو اشتبه على عقولهم، ولننظُر في الآيتين الكريمتين: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * قُلْ لاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ: 24 - 25].

وكذلك فإن صفة الرِّفق والتلطُّف واجتناب مُصادَمَة الآخرين من الأمور المهمَّة التي ينبغي أن يُراعيَها الداعية إلى الله.

وينبغي أن يتسعَ صدره لسماع وجهة النظر المخالفة، وأن يكونَ راغبًا في محاوراته في الوصول إلى الحقِّ. يُذكَر عن الإمام الشافعيِّ أنه كان يقول: ما ناظَرتُ أحدًا إلا دعَوتُ الله أن يُظهرَ الحقَّ ولو على يدَي هذا الذي يناظرني.

إن روح الأستاذية المتعالية تُفسد على الداعية غرضَه، وتُنفِّر الناسَ منه ومن دعوته.

وعلى السادة العلماء الدعاة مصابيح الهدى أن يستثيروا حقيقةَ الإيمان في نفوس الذين يدعونهم ويوجِّهونهم؛ ذلك لأن الإيمانَ مستقرٌّ في أعماق قلوب المسلمين، وإن كان بعضُهم مقصِّرًا يأتي بالكبائر، فمذهبُ أهل السنة والجماعة كما قال الإمام البخاري: "المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفُر صاحبُها إلا بالشِّرك"[6]، ثم استشهد بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، واستشهد أيضًا بقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات: 9]، وقال البخاري: "فسمَّاهم المؤمنين".

إن المتأمِّل في أحكام الشريعة ومقاصدها ليجدُ البرهان القويَّ، والدليل الجليَّ على أن هذا الدين الذي قرَّر هذه الأحكامَ هو من عند الله - جلَّ جلاله - ولا يمكن أن يكونَ من صنع أحدٍ من البشر، فالكشفُ عن الحكمة التي تكمُن وراء تحريم المحرَّمات، وإيجاب الواجبات تزيدُ في إيمان المؤمنين وتوقظه.

وأشير إشارةً إلى إيجاب الوضوء والصوم والصلاة والزكاة، وإلى تحريم الخمر ولحم الخنزير والزنى.

وينبغي أن يُستفادَ مما وصلت إليه البحوثُ والدراسات من طرائق الإقناع، ومن أصول التدريس، ومن صفات الخطيب الناجح.

وينبغي أن يكونَ العالم الداعية حسنَ التودُّد للسامعين، بَشوشًا مبتسمًا، متفائلاً كريمًا، يفتح بيته للسائلين، يُحسن الظنَّ بالآخرين، وأن يكون مستعدًّا لتحمُّل الأذى متحليًا بالصبر، ولنتأمَّل قولَ الله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3] وقوله سبحانه على لسان لقمان: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: 17].

وأودُّ أن أوجِّه الخطابَ الآن إلى المتعلمين، فأقول:
اعلموا - أيها الشباب والشابات - أن العلمَ طريقُ الجنة وطريق السعادة في الدنيا، فاحرِصوا على طلبه، قال الإمامُ أبو حامد الغزالي: "الدين جعل العقلَ أرجحَ الكنوز والذخائر، والعلم أربح المكاسب والمتاجر، وأشرف المعالي والمفاخر، وأكرم المحامد والمآثر، وأحمد الموارد والمصادر، تشرَّفت بإثباته الأقلام والمحابر، وتزيَّنت بسماعه المحاريب والمنابر، وتحلَّت برقومه الأوراق والدفاتر، وتقدَّم بشرفه الأصاغر على الأكابر، واستضاءت ببهائه الأسرار والضمائر، وتنورت بأنواره القلوب والبصائر"[7].

وقال الإمام الماوردي:
"اعلم أن العلم أشرفُ ما رغب فيه الراغب، وأفضل ما طُلب وجَدَّ فيه الطالب، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب؛ لأن شرفه يُثمر على صاحبه، وفضله يُنمَى عند طالبه، قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]، فمنع سبحانه المساواةَ بين العالم والجاهل، لما قد خصَّ به العالمَ من فضيلة العلم، وقال تعالى: ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43]، فنفى أن يكونَ غير العالم يعقل عنه أمرًا، أو يفهم منه زجرًا.

وقال علي بن أبي طالب: الناس أبناء ما يُحسنون.
وقال مصعب بن الزبير لابنه: تعلَّم العلم، فإن يكن لك مالٌ كان لك جمالاً، وإن لم يكن لك مال، كان لك مالاً.
وقال عبدالملك بن مروان لبنيه: تعلَّموا العلم، فإن كنتم سادة فُقتم، وإن كنتم وسطًا سُدتم، وإن كنتم سوقة عِشتم.
وقال بعض الأدباء: العلم أفضل خَلَف، والعمل به أكمل شرف. وقال بعض البلغاء: تعلم العلم فإنه يقوِّمك ويسدِّدك صغيرًا، ويقوِّمك ويسوِّدك كبيرًا، ويصلح زيغَك وفاسدَك، ويقوِّم عوجك وميلك، ويصحِّح همتك وأملك"[8].

والآياتُ التي تذكر فضلَ العلم وتعلُّمه كثيرة:
منها قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114].
وقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
ومنها قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].
ومنها قوله جل جلاله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: 18].
ومنها قوله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83].
ومنها قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43] و[الأنبياء: 7 ].
ومنها قوله سبحانه: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7].

وكذلك فإنَّ الأحاديثَ التي وردت في فضل العلم كثيرةٌ كثيرة، وأكتفي بنماذجَ منها[9]:
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الناسُ معادن، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام إذا فقهوا))؛ متفق عليه[10].
وعن معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين))؛ رواه البخاري.[11]
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفَع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم.[12]
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((طلب العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم))؛ رواه ابن ماجه[13].

إذا كان شأن العلم في الكتاب والسنة على هذه الدرجة من الأهميَّة، فعلى السادة العلماء الاهتمام بتعليم الناس العلومَ الإسلاميةَ المنبثقة منهما، ويأتي على رأس هذه العلوم علوم القرآن والسنة.

فالقرآن الكريم هو المرجعُ الأول في الشريعة، وكذلك السنة المطهَّرة، فكتاب الله وصل إلينا كما أنزله الله دون زيادة، ولا نقصان؛ لأن الله حفظه، وهو خيرُ الحافظين، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصِّلت: 41 - 42]، فيه نبأ ما قبلنا، وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، من ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله، وفيه الأسس الفكرية والاعتقادية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والروحية والخلقية، التي يقوم عليها المجتمعُ الإسلامي الرشيد.

فعلى أولي العلم أن يعلِّموا أولادنا ورجالنا ونساءنا هذا الكتابَ الكريم، وأن يرغِّبوهم في تلاوته آناءَ الليل وأطراف النهار، وأن يحضُّوهم على حفظه والعمل به، وأن يفسِّروا لهم آياته بأسلوب واضح، وأن يشجِّعوهم على تدبُّره.

ومما يساعدهم على بلوغ مبتغاهم أن يحرصوا على قراءة القرآن في مصحفٍ على حواشيه تفسيرٌ موجَز، فإذا مرَّت بهم آيةٌ لم يفهموا معناها نظروا في التفسير، وأن يرتبطوا بحَلْقة يتدارسون فيها كتابَ الله، ويلتقون في الأسبوع مرَّة أو مرتين، ويكون فيها اهتمامٌ بأحكام التجويد.

والكتاب والسنة مصدران متكاملان، فالسنة تبيِّن ما جاء في الكتاب؛ قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، وتفصِّل مجمله، وتخصِّص عموم محكمه، وفيها أحكامٌ لم تأت في القرآن.

فعلى العلماء أن يوردوا جملةً من الأحاديث الصحيحة، فيشرحوها ويدعوا إلى العمل بها، وتعريف الحديث - كما ذكر العلماء - هو قوله - صلى الله عليه وسلم -، وفعله، وتقريره، ووصفه.

ومن المناسب تقرير "الأربعين النووية"، و"رياض الصالحين".

وتدخل السيرة النبوية في تعريف الحديث، فهي حكايةٌ لأفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولغزواته، فعلى العلماء الاهتمام بتدريسها، فالسيرة موضوع محبَّب محبِّب؛ لأنها قصة تتحدَّث عن حياة خير إنسان عرفته الدنيا، وهو أفضلُ الأنبياء المرسَلين، ويجب أن نُعنى بالدروس التي يمكن استخلاصُها من حوادثها، وكتبها كثيرة.

ومن المناسب تقرير كتاب "نور اليقين في سيرة سيِّد المرسلين"؛ لمحمد الخضري، ويُستفاد من "سيرة ابن هشام"، ومما جاء في كتب الحديث مما يتصلُ بالسيرة.

وعلى رأس الموضوعات المهمة جدًّا موضوع العقيدة، ويحسُن تدريسها باعتماد الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، وبذلك تكون دراستُها واضحةً سهلة، بعيدة عن الأسلوب المتأثر بعلم الكلام والمصطلحات الفلسفية، وقد جرَّبت دراسةَ العقيدة من خلال أبواب الإيمان في كتب السنة، فكانت تجربةً ناجحة مع عدد من الشباب المثقَّف.

ومن المناسب تقرير كتاب "شرح العقيدة الطحاوية".

ومن العلوم المهمَّة في إعداد الشاب المسلم علم الفقه، فمعرفة أحكام الفقه ضمانٌ للمسلم كيلا يقعَ في الزلل الذي قد يتعرَّض له من لم يحصِّل شيئًا من الأحكام الفقهية.

ولا بدَّ من الاعتماد على الكتب الفقهية المتقدِّمة، كالمتون الفقهية وشروحها، ذلكم لأنَّ بعض البحوث الفقهية المعاصرة بحوثٌ منحرفة، كتبها مؤلِّفوها متأثرين بنزعة استرضاء الكفار، علمًا أنهم لن يرضوا عنا.

قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة: 120] وذلك كموقف بعضهم من أحكام الجهاد والربا، والتأثُّر بالنظريات الأوربية، كالاشتراكية وغيرها.

ومن المفيد الاطِّلاع على الكتب الإسلامية الحديثة لمؤلفين طيبين معاصرين التي يعالجون فيها قضايا معاصرة، ويعرضون فيها التاريخَ الإسلاميَّ على الوجه الصحيح، فقد شوَّه المستشرقون وأتباع الفرق المنحرفة هذا التاريخ، مع ملاحظة أنه لا معصوم عندنا - نحن أهلَ السنة - إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وضغط الحضارة الأوربية علينا ضغطٌ شديد، وتعاني أمتنا اليوم من الضعف والتخلف الشيء الكثير، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

والحمد لله ربِّ العالمين
ــــــــــــــــــ
[1] رواه أحمد 2/196، وأبو داود 3641، والترمذي 2685، وابن ماجه 223، والدارمي 1/98، وانظر "جامع بيان العلم 1/34. والجملة الأولى من الحديث رواها مسلم في صحيحه. فتح الباري 1/160.
[2] "فتح الباري" 1/160.
[3] رواه أحمد 5/323، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1328، والحاكم 1/122، قال الألباني: صحيح؛ "انظر الصحيحة" 2196.
[4] كتبت رسالة عنوانها "من صفات الداعية"، فليرجع إليها.
[5] انظر "الأمثال في القرآن" لابن القيم.
[6] صحيح البخاري: كتاب الإيمان باب 22.
[7] "المستصفى" 1/2.
[8] "أدب الدنيا والدين" ص 25 – 26.
[9] وانظر أبواب العلم في كتب السنة وكتاب "جامع بيان العلم وفضله".
[10] البخاري برقم 3383 و 3496، ومسلم برقم 2638.
[11] البخاري برقم 71، ومسلم برقم 1037.
[12] مسلم 1631.
[13] ابن ماجه برقم 224، وانظر صحيح الجامع الصغير للألباني برقم 3913.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9078.forumarabia.com
 
فضل العلم، وماذا يطلب من العلماء؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» < نماذج من قراءة العلماء رحمهم الله تعالى للبخاري ومسلم >
» < نماذج من قراءة العلماء رحمهم الله تعالى للبخاري ومسلم
» حاجة الأمة إلى العلماء الربانيين
» تزكية العلم
»  إذا انتقدت العلماء حُرمت من علمهم وهذه أعظم مصيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احرار الاسلام  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: الطريق الى الله :: طلب العلم الشرعي-
انتقل الى: