قال الإمام أبو عثمان الصابوني –رحمه الله وغفر له - : "رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة ولا يلحقهم شىء منها فضلًا من الله ومنّة، سلكوا معهم مسلك المشركين –لعنهم الله– مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنهم اقتسموا القول فيه، فسّماه بعضهم ساحرًا وبعضهم كاهنًا، وبعضهم شاعرًا، وبعضهم مجنونًا، وبعضهم مفتونًا، وبعضهم مفتريًا مُختلقًا كذابًا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- من تلك المعائب بعيدًا بريئًا، ولم يكن إلا رسولًا مصطفىً نبيًا، قال الله -عز وجل-: "انظُرْ كَيْفَ ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلًا". وكذلك المُبتدعة –خذلهم الله- اقتسموا القول في حملة أخباره، ونقله آثاره، ورواة أحاديثه، المقتدين به، المهتدين بسنته، المعروفين بأصحاب الحديث، فسمّاهم بعضهم حشويّة وبعضهم مشِّبهة وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبريّة، وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب، بريئة زكية نقية، وليسوا إلا أهل السنة المضيَّة، والسيرة الرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية" انتهى