السؤال هل التوسل إلى الله بالعمل الصالح ينقص من أجرها في الآخرة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
التوسل بالأعمال الصالحة، أي التوسل بها في الدعاء، لا ينقص من ثوابها في الآخرة، فإن الله جعل الأعمال الصالحة سبباً لسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" [الطلاق:4]. وقال تعالى: "ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويُعظم له أجراً" [الطلاق:5]. وقال تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" [الطلاق:2-3]. ومن جوامع الدعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، وقال سبحانه وتعالى في خليله إبراهيم "وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين" [العنكبوت:27]. ولكن على المسلم ، أن يعمل الصالحات طلباً لثواب الآخرة فإنه المطلب الأعظم، مع رجاء ما وعد الله به العاملين للصالحات، من تيسير الأمور، وسعة الرزق، ولا يجوز أن يكون هم الإنسان ومقصده من الأعمال الصالحة منافع الدنيا فقط دون التفات لثواب الآخرة، فإن الله ذم الذين يقولون "ربنا آتنا في الدنيا" فقال تعالى "فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق" [البقرة:200].
وقال تعالى "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً" [الإسراء:18-19]. وبيّن تعالى أنه يريد منهم أن يريدوا الآخرة، قال تعالى "تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة" [الأنفال:67]. وقال تعالى: "من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعاً بصيراً" [النساء:134]. والله أعلم.